الأربعاء 29 شوال 1445 ﻫ - 8 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

القضاء "سيّد نفسه".. وحزب الله يستشيط غضباً منه‏

نداء الوطن
A A A
طباعة المقال

من بين الأموات، دعا البابا “الرب الإله” أن يستنهض لبنان بعدما جعله حكامُه جثةً هامدةً مسلوبة الإرادة والحياة، لم يعد ينفع لإنقاذها ‏سوى “عجيبة إلهية” تأخذ بيدها وتعيد نفخ الروح فيها… ومن بين “الأموات الأحياء” الذين سقطوا في مذبحة 4 آب، أعاد القضاء بعث ‏النبض في شرايين العدالة، آخذاً بيدها ليضرب بمطرقتها كل محاولات التهويل والتهديد الهادفة إلى تدجين الجسم القضائي خلف ‏قضبان السلطة، فأكد بالأمس أنه “سيّد نفسه”… براءٌ من “دم” منظومة النيترات وتسوياتها السياسية والحكومية لوأد التحقيق العدلي في ‏انفجار المرفأ‎.‎

بهذا المعنى، أتى وقع قرارات الهيئة العامة لمحكمة التمييز “بالإجماع” ردّ طلبات مخاصمة الدولة والقضاة ثقيلاً على المدعى عليهم ‏في جريمة 4 آب، لا سيما وأنّ الهيئة فرضت نفسها “المرجع الصالح” المختصّ بالبت بطلبات رد المحقق العدلي، ورفضت بهذه ‏الصفة كفّ يد القاضي طارق البيطار، بالتزامن مع ردّ محكمة التمييز دعوى “الارتياب المشروع” المرفوعة ضده. الأمر الذي أنصف ‏صرخة أهالي ضحايا المرفأ أمس أمام قصر العدل “لاستعجال البت في طلبات الرد ودعم استمرار المحقق العدلي في مهمته”، وأصاب ‏في المقابل المرتابين بالبيطار والمتضررين من تحقيقاته بنكسة مزدوجة، قضائية وحكومية، ربطاً بربط النزاع الذي يفرضه “حزب ‏الله” بين الساحتين. وبحسب المؤشرات الأولية، فإنّ قرارات هيئة التمييز جعلت “حزب الله” يستشيط غضباً من القضاء، ويترحّم على ‏الحكومة التي يبدو “لم يَعُد ينفعُ الا الدعاء” معها، كما عبّرت قناة “المنار”، رداً على ما اعتبرت أنه “مجزرة قضائية وشنق للعدالة” في ‏قضية المرفأ، مصوبةً بشكل واضح على فشل مفاعيل “لقاء الاستقلال الرئاسي” في بعبدا، لتتساءل بصراحة: “أي التداعيات ستتركها ‏المزاجية القضائية على مساعي إنقاذ الحكومة؟‎”.‎