الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الطبقة الوسطى… هل هي موجودة اليوم؟

أكثر من مليوني لبناني من الطبقة الوسطى، التي استغرق بناؤها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي قرناً من الزمن، والتي لم تقوَ عليها لا الحروب الأهلية ولا الاجتياحات العدوة والصديقة، انضموا أو يوشكون على الانضمام إلى دائرة الفقر.

اليوم، يوشك لبنان على الانضمام نهائياً إلى جحيم البلدان المُسْتَقطَبة اجتماعياً بين أقلية فاحشة الثروة، وأغلبية ساحقة من المحرومين، بعدما استطاع بفضل طبقته الوسطى ان يحافظ على مكانته بين تلك البلدان المنكوبة والدول المستقرة والمتوازنة اجتماعياً وطبقياً.

اليوم هل الطبقة الوسطى اندثرت كليًا في لبنان ؟

التحدي اليوم اذا هو إدراج ترميم الطبقة الوسطى في صميم أي خطة عامة اقتصادية-اجتماعية، سواء سُميت خطة تعافٍ أو غيره. فبسبب الطّبقة الوسطى يكون النظام الإقتصادي متيناً، لأنها أساس المجتمع العصريّ اجتماعيًا، ماليًا واقتصاديًا. فالمجتمعات تحاول عادة زيادة حجم الطّبقة الوسطى لأنّ اختفاء هذه الطبقة يدلّ على فشل السياسات الاقتصادية في أي بلد.
وصحيح أن الفقراء هم الفئة الأكبر عددًا في المجتمع لكنّ قدرتَهم الشرائية منخفضة، أما الأغنياء فعددُهم قليل، لذلك تلعب الطّبقة الوسطى الدور الأساسي في تحريك الاقتصاد لأنها الأكثر استهلاكًا، وبمجرّد القضاء على هذه الطبقة، حتماً سيتمّ القضاء على ماليّة الدولة.