الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

العاصفة "غريتا" ارحم بلبنان من سياسييه"!

العاصفة “غريتا“ فعلت فعلها في لبنان، وهي تستمر الى اواخر الاسبوع الطالع. ولو ان الظروف عادية لكان وجه “غريتا” وجه خير على لبنان. لكن المشكلة ان العاصفة القطبية اتت في انحس الظروف الاقتصادية والاجتماعية. فالمحروقات في عز ارتفاع اسعارها، ما حول حياة اللبنانيين الى جحيم ولو في عز البرد. تصوروا ان عائلات باكملها محرومة التدفئة في هذا الطقس الجليدي العاصف! فكل شيء غال. بدءا من الكهرباء اذا توافرت، مرورا بالمازوت، وصولا حتى الى الحطب.

لكن رغم قسوة “غريتا“ فهي تبقى ارحم من المنظومة الحاكمة. هي على الاقل لن تبقى اكثر من اسبوع، في حين ان المنظومة الحاكمة معششة في مفاصل الدولة منذ اكثر من ثلاثين عاما. واذا كانت “غريتا” اشعرت اللبنانيين بالبرد والصقيع، فان اركان المنظومة احرقوا الاخضر واليابس ولم يتركوا حجرا على حجر على مساحة الجمهورية. وآخر الاعيبهم عودتهم الى محاولة تأجيل الانتخابات، ان عبر الميغاسنتر الذي سقط، او عبر القول ان لا اموال حتى الان لاجراء الانتخابات! وهذا القول المستغرب ليس من اختراعنا، بل قاله رئيس الجمهورية امام زواره في بعبدا. فهل في ما قاله الرئيس شيء من المنطق؟

في المحصلة نحن امام حلين لا ثالث لهما. فاذا كان الرئيس يناور بقوله هذا فتلك مصيبة. اما اذا كان يقول الحقيقة فالمصيبة اعظم. اذ عندها عليه وعلى جميع المسؤولين اتخاذ قرار تاريخي وهو طلب اعلان لبنان دولة فاشلة. ولم العجب؟ فالزعماء والقادة والرؤساء الفاشلون لا يمكن ان يوصلوا البلد الا الى الافلاس التام والفشل الكبير!