الثلاثاء 13 ذو القعدة 1445 ﻫ - 21 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الفيلم الوثائقي.. "رجل لهذا الزمان"

بعد 16 عاما على الزلزال الأول تتراقص بيروت حزناً مجدداً على أنغام الشهادة عقب أشهر على الزلزال الثاني، هي التي كان حتى صبيحة الرابع عشر من شباط 2005 تتراقص فرحاً على انغام الحياة.

كان الاحتلال السوري يقاوم سلاح الانتخابات النيابية المقبلة التي يعتقد زعيم المعارضة انذاك انه سوف يفوز فيها لاستكمال مشروعه الذي باركه كثيرون وعارضه آخرون، وكان ذلك الاحتلال الافة الكبرى التي يعاني منها اللبنانيون بعدما تمكنوا من دحر العدو عام 2000.

في ذلك اليوم لم يغدر طقس شباط المتقلب، بل غدر المجرمون، مفتعلين سحابة سوداء غطت سماء العاصمة الزرقاء وحجبت تاريخاً له وعليه، ليبدأ عصر جديد من دون رفيق الحريري.

لو قدر لبيروت ان تخبر رفيق الحريري في ذكرى استشهاده عن احوال لبنان واللبنانيين ماذا كانت ستقول؟

-الوزير السابق اللواء أشرف ريفي قال “كانت ستقول له الله يرحمك، دفعت حياتك فداء للوطن” واضاف “بعدها استُبدلت الوصاية السورية بوصاية ايرانية اسوأ”.

-الوزير السابق بطرس حرب قال ” ليس بيروت بل المسؤولين السياسيين الذين تولوا السلطة في الفترة الاخيرة سيعتذرون من دم رفيق الحريري”.

-الوزير السابق مروان حمادة “ستقول له اين انت يا رفيق؟ اين انت يا ابا بهاء؟ ولنذهب الى الضريح لقراءة الفاتحة ونتلوا فعل الندامة على ما تركنا الاخرين يفعلونه في البلد خلال كل هذه السنوات”.

ألم يشبع هذا البلد بعد من الدماء؟ الى متى سيبقى متشحاً بالالم وابناؤه فاقدون للامل؟

-الوزير السابق بطرس حرب اجاب: “البلد شبع من الدم لكن المجرمين الذي يريدون وضع يدهم بالقوة على لبنان لم يشبعوا”، واضاف “هم مستمرون بالقتل والتهديد والاعتداء على الناس وكم افواههم، والمحكمة الدولية تحاول محاسبة بعض المتهمين الذين ثبتت ادانتهم، والشكوك تجعلني اوجه اصبع الاتهام الى النظام السوري واتباعه في لبنان في قضية اغتيال رفيق الحريري وبقية الشهداء”.

-الوزير السابق مروان حمادة قال ” يظهر الدم اليوم كم كان ثمنيا ولم يتوقف النزيف لان الجشع لم يتوقف” واضاف “كنت العينة الاولى عندما فرض النظام السوري انتخاب اميل لحود والتمديد له، مهددا الجميع بخراب لبنان وهو ما فعله باغتيال الحريري، الذي شعرت منه ومن عائلته بحنية ليس لها مثيل، فهو من استقدم اختصاصين من باريس حين عانيت من نزيف في الدماغ نتيجة محاولة اغتيالي” مشيراً الى ان “رفيق الحريري فعل اكثر من ذلك لاربعين الف طالب لبناني، جيل كامل” واتذكر ما قاله لي “تغلبت على الاصابة وعلى المفجرين وما حدا اكبر من دم اللبناني”.

مع كل سنة تمر تسوء الاحوال اكثر، ففي زمن رفيق الحريري كان نظام الوصاية يطبق على الامن وفي هذا الزمن ترى ثورة السابع عشر من تشرين ان ثمة طبقة سياسية تطبق على الحياة باكملها وانها قد ايعنت وحان قطافها:

-اللواء اشرف ريفي قال “كان هناك قبضة سورية بعقل توتاليتاري ومع هذا استطاع رفيق الحريري تنفيذ بعض المشاريع في لبنان وفرض حضوره لكن اليوم لا مشاريع ولا حضور ولاشيء” واضاف “جميع الضباط الذين كانوا مع الرئيس الحريري ابعدوا عن مراكزهم، لكي لا يطلعوا على اي ملف امني”.

-الوزير السابق مروان حمادة قال “حاول الرئيس الحريري تدجين الوصاية السورية وابعادها ولجمها باقتصاد متنام وعلاقات دولية كبيرة كلها كانت ستوصل الى استحقاق الاستقلال الثاني المنجز النهائي لكن حينها قتلوه”.

قد يختلف الناس في تقييم رؤية الرجل الاقتصادية، لكن لا ينكر احد انه كان رائدا في عملية اعادة اعمار البلد من اقصاه الى اقصاه:

-الوزير السابق بطرس حرب: قال “كان الرئيس الشهيد حريصاً على تحرير لبنان من الهيمنة، وقد دعاني مع قوى سياسية وطنية لتغيير الواقع في لبنان وانا نصحته حين كنا في باريس سنة 2005 بالبقاء هناك وادارة معركة الانتخابات تجنباً لامكانية اغتياله”.

-الوزير السابق مروان حمادة قال “لازلنا نستخدم كل البنى التحتية منذ ايام الرئيس الشهيد”.

الى الانحدار وما بعد بعد الانحدار يهرول وطن الارز من دون كمامات واقية من الاسوأ، هذا واقع الا في قاموس من ينظرون للسلطة الراهنة:

-الوزير السابق بطرس حرب قال “هو اسوأ عهد عرفته البشرية، وباسيل صورة عن العهد وأحد المسببين الاساسيين لما وصل اليه العهد من انحدار اخلاقي وانساني وعلى كل الصعد”.

-اللواء اشرف ريفي قال “الرئيس الحريري رجل وطني بامتياز اعطى حياته وكل امكانياته لوطنه وهويته اللبنانية وفرض معادلة جديدة على توجه السني في لبنان، فهو من اوقف العد وامّن الشراكة وطرح لبنان اولا”.

-الوزير السابق مروان حمادة قال “هؤلاء حكام اخر زمان، هم ابليس وشياطين على لبنان وقد اغتيل رفيق الحريري لافساح المجال لهؤلاء كي يأتوا ويخطوا على كل ما عمّره الحريري”، واضاف “العهد وبطانته وكل من اتى به وخصوصا الحزب الشمولي الدكتاتوري الذي كان رأس الحربة لاجتياح مذهبي وسياسي للامبراطورية الفارسية. و14 اذار خذلت رفيق الحريري بانقسامها وتسوياتها للاسف”، واكد “لبنان سيستعيد استقلاله وحياده. وبعد 16 سنة سيطل رفيق الحريري على لبنان بالمبادئ والذهن وبما وضعه في خدمة لبنان من معايير، معايير التوازن، العيش المشترك وتغليب المؤسسات، نزع سلاح الميليشيات واعطاء الدور الاول للجيش وبالتالي اعادة احياء الاقتصاد اللبناني” وختم “هو رجل الساعة اليوم”.

اللبنانيون يحيون ذكرى رجل الاستقلال الثاني وهم متروكون منهكون يبحثون عن رفيق الحريري الذي لا شك ينفع ايضا ان يكون رجلاً لهذا الزمان.