الأثنين 27 شوال 1445 ﻫ - 6 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

"الكاسيت"... ذكرى لا تُنسى

مر الزمن من أمام هذا المتجر الصغير في سبيرز، وأيامه التي ولّت إلى غير رجعة سلبت ظاهرة كانت في أوجّها خلال التسعينيات، غليان التكنولوجيا لا يرحم تراث المهن.

حماوة بيع الكاسيتات أطفأها التحوّل الرقمي.

غبار الأيام أخفى تاريخها، وقليل من الناس من يجبر ناجي على نفض غبار الماضي لاسترجاع ذكرى زمن وصف بالجميل.

أسطوانة التقدم التكنولوجي لا تعود إلى الوراء، وأسطوانات الفن الراقي باتت من الديكور أو انضمّت إلى هواة جمع التراث، العصر الحديث صمّ آذان العالم عن الاستماع إلى كثير من الفنانين، وكثير من الذين انتحلوا صفة الفن انقرض بسرعة في زمن ما بعد الكاسيت، أما ساحة الحفلات الليلية في هذا الزمن فمليئة بالمنتحلين لصفة الطرب بل بالساعين إلى هبوط الفن أكثر فأكثر.

بدويست فون الكائن في زقاق البلاط كان وجهة الفنانين والملحنين والمطربين وشركات الإنتاج، توقف شريط الزمن بكل هؤلاء، ودفنت الأشرطة في صندوق لا حاجة لأرشفة محتواه، حجم كل ما في هذه الأشرطة من أغاني كبير لكنه أصبح متاحًا على شرائح أصغر من حجم الكاسيت نفسه، صاحب المتجر نزيه ضيا يجد صعوبة في التعبير للكاميرا بالكلام، الحلم الذي لم تعرقله الحروب الداخلية قضت عليه معركة واحدة تُدعى التكنولوجيا.

الانترنت أنهى عصر الكاسيت والCD، وأغلق أبواب أضخم شركات الإنتاج الفني، لم يطوِ التحول الرقمي تلك الصفحة فحسب، بل تدهور اسم الفنّ بفعل إنتاجات هابطة لكن الانتشار السريع جعلها رائجة.