الخميس 16 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المازوت الايراني يحرق حكومة ميقاتي!

ابتداء من اليوم، حكومة نجيب ميقاتي على المحك. فالمحروقات الايرانية يمكن ان تحرقها وتحرق صورتها وهيبتها حتى قبل ان تنال الثقة. ففي اليوم الذي اجتمعت فيه حكومة “العزم والامل” لتقرّ بيانها الوزاري دخلت الصهاريج المحمّلة بالمازوت الايراني لبنان، وعلى وقع اصوات قذائف ال “ار بي جي” الايرانية المصدر ايضا. الخبر غير عادي وغير مسبوق . طبعا لا نتكلم هنا عن الـ ار بي جي. فحزب الله ومناصرو حزب الله يحق لهم ما لا يحق لسواهم من اللبنانيين، اي انهم احرار في استخدام الرصاص والقنابل وحتى الصواريخ متى ارادوا وكيفما ارادوا! اذا، المشكلة الكبرى ليست هنا. بل في ان نجيب ميقاتي ورفاقه الـ ٢٣ لم يتفوهوا بكلمة واحدة كأن الامر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد. وكيف يتفوهون وحكومتهم بالنتيجة ثمرة اتصال هاتفي اجراه الرئيس الفرنسي بالرئيس الايراني؟ لكن الامر اكثر تعقيدا فالمازوت الايراني لم يصل عبر البرّ الا بعدما تعذّر وصوله بحرا.

وكلنا نتذكر ما قاله الامين العام لحزب الله في خطبة عاشوراء، عندما اكد ان الحزب سيأتي بالسفن الايرانية الى المرفأ متحدّيا ان يتمكن احد من منعه من ذلك. طبعا كلام نصر الله ذهب في الهواء، والسفن لم تقترب من بيروت بل وصلت الى بانياس، ومنها حملت بالصهاريج الى لبنان. وهنا مكمن المشكلة الجديدة. اذ كيف وصلت هذه الصهاريج الى لبنان؟ هل عبر المعابر الشرعية، اي هل اجتازت القوى الشرعية اللبنانية من جيش وجمارك؟ ام انها سلكت طريق المعابر غير الشرعية؟ في الحالين الامر يطرح اشكالية. ففي الحالة الاولى، كيف ستبرر الحكومة اللبنانية امام العالم مرور بضاعة ايرانية محظر تصديرها الى الخارج؟ وفي الحالة الثانية كيف يدعي الحزب انه لا يستطيع ضبط المعابر غير الشرعية شرقا طالما انه يستعملها هو؟ الا يعني هذا ان التهريب كان يحصل بمعرفته واشرافه وربما لمصلحته؟ فبين دولة تلعب دور “شاهد ما شافش حاجة” ودويلة ينطبق عليها قول المثل: “حاميها حراميها”… الى اين المفرّ ايها اللبنانيون؟