المعركة الانتخابية في طرابلس على وقع حسابات ميقاتي

تنتهي منتصف الليل مهلة الترشيحات لتبدأ بعدها مرحلة تشكيل اللوائح استنادا الى تحالفات منها ما هو معلن كتحالف الثلاثي أمل حزب الله والتيار الوطني الحر ومعهم الحزب السوري القومي الاجتماعي في بعض الدوائر.، وتحالف غير منجز بعد بين الاشتراكي والقوات االلبنانية، فيما تبقى تحالفات كل من تيار المردة والكتائب والشخصيات المستقلة ومجموعات المجتمع المدني غير واضحة بعد. وقد يكون الغموض الأبرز داخل الطائفة السنية لا سيما بعد اتساع دائرة العزوف عن الترشح لتشمل كل أعضاء نادي رؤساء الحكومات بدء من تمام سلام وسعد الحريري وصولا الى نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، مع ما يرافقه من مقاطعة لتيار المستقبل.

مما لا شك فيه سيترك انسحاب هؤلاء أثرا على المشهد الانتخابي في كل لبنان، في قراءة لدائرة طرابلس المنية الضنية مثلا لا شك أن انسحاب الأسماء التقليدية ذات القدرة التجييرية مثل ميقاتي والصفدي والجسر وكبارة من شأنه أن يفرض شروطا جديدة على المعركة الانتخابية وسيكون للطامحين الى التغيير الأثر الكبير. صحيح أن في طرابلس اليوم نسبة كبيرة غير مبالية بالانتخابات وهمها الوضع المعيشي والاجتماعي، لكن الأكيد أيضا أنه يمكن استنهاض هذه الفئة في أي لحظة وبخطاب جديد، ومشهد ساحة النور في ١٧ تشرين التي جمعت كل شرائح المجتمع الطرابلسي خير دليل.

وقد تكون هذه القراءة هي التي دفعت بميقاتي الى عدم الترشح لانه يدرك أن المعركة هذه المرة تتطلب خطابا سياسيا عالي السقف واضحا ومباشرا وهو ما لا يريده ميقاتي المعروف بوسطيته وبتدوير الزوايا. لكن ميقاتي في المقابل يتحضر لترشيح عدد من الأسماء قد لا تقتصر على العلوي والارثوذكسي والسني الواحد للوصول الى تشكيل كتلة فيها تمثيل سني وازن وذلك بهدف تثبيت زعامته السنية ليصبح مرشحا طبيعيا لرئاسة الحكومة التي ستلي الانتخابات النيابية. بينه وبين السنة المرشحين مثل سامي فتفت ومصطفى علوش وكريم محمد كبارة أزمة ثقة لهذه الأسباب وبالتالي قد لا تجمعهم لائحة واحدة الا اذا تمكن النائب محمد كبارة من اقناع نجله بالتحالف مع ميقاتي.