الخميس 8 ذو القعدة 1445 ﻫ - 16 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

المنظومة الفاسدة ودموع التماسيح!

منتصف هذه الليلة يقفل باب الترشح للانتخابات النيابية، لتتوضح صورة الاستحقاق شيئا فشيئا. طبعا الكلام كثير، والشعارات البراقة اكثر، لكن ليس كل ما يلمع ذهبا. امس، مثلا، استمعنا الى خطاب للرئيس نبيه بري، وهو خطاب يلقيه كل اربع سنوات واعدا الناس بالمن والسلوى. ولأن بري في خطابه الانتخابي لا يترك المجال امام الصحافيين للاسئلة والاجوبة فان اسئلة كثيرة تطرح. فبري مثلا تحسر على اللبنانيين وعلى اوضاعهم معتبرا ان صوت معاناتهم يجب ان يكون اقوى من صوت الانتخابات. ا

نه فعلا كلام جميل وعاطفي ومعبر، لكن يستغرب ان يصدر عن شخص امضى في الحكم حتى الان ثلاثين سنة بالتمام والكمال. وفي السنوات الثلاثين هذه لم يكن بري مجرد رئيس لمحلس النواب، بل كان دائما صاحب كتلة نيابية وازنة، اهلته لان يكون له ثلاثة وزراء في الحكومات المتعاقبة منذ العام ١٩٩٢ الى اليوم. فماذا كانت النتيجة على الارض؟ اكثر من ذلك. نبيه بري ليس رئيس مجلس نواب ورئيس كتلة نيابية فقط، بل هو على رأس المنظومة التي حكمت لبنان منذ العام ١٩٩٢. وهي منظومة عنوانها الوحيد الاوحد: الفساد والافساد. واكبر دليل على ذلك ما وصلنا اليه اليوم.

لذلك ليعذرنا الرئيس بري اذا لم نصدق العواطف التي ادعى انه يملكها تجاه الناس. فمن يحب شعبه واهله يحكمهم ويتولى امورهم بعدل ونزاهة وشفافية ونظافة كف. ومن يرغب في بناء بلد حقا لا يقدم الزبائنية على مفهوم الدولة، ولا يعتمد المحاصصات والتنفيعات والصفقات نهج حكم واسلوب عمل. باختصار لبنان اليوم في حاجة الى من يقرن القول بالعمل. فقد تعبنا من الكلام الكاذب المنمق، بقدرما تعبنا من دموع التماسيح!