الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بكاء السياسيين: دموع صادقة أم دموع التماسيح؟

إن شاهدت لبنانياً يبكي فلا تسألهُ عن السبب، وأعلم أن دمعتهُ سوف تجفّ مع فعل الوقت ومفاعيل الاستسلام للاعدالة و غلبة القوي على الضعيف… لكن الوقاحة الأكبر هي في بكاء القويّ، ومشاهدة الضعيف لدمعته فيبكي هو على براعة التمثيل في عيونٍ تعكس روحاً تكذب على نفسها قبل أن تكذب على الشعب… شهد المسرح الهزلي اللبناني الكثير من فانتهازيات fantasia البكاء لسياسيين، فهل دموعهم صادقة، أم أنها كجلدهم من نوع التماسيح؟

نعم، السياسيون في لبنان يبكون، نعم لديهم مشاعر، صدّق أو لا تصدّق، الوزير راوول نعمة بكى على ضحايا تفجير بيروت، وهو نفسه الذي تدّخل مباشرةً مع قاضي التحقيق للضغط عليه لتصنيف التفجير كحادث محصّلاً للضحايا تعويضات شركات التأمين، الرئيس السنيورة بكى وهو نفسه المتسوّق في سويسرا بأموال ال 11 مليار في زمن فقدان الخبز و البنزين، الرئيس ميقاتي باكياً على شبابٍ يشتهي قرضاً سكنياً للزواج وراعبين الخليوي في التسعينات ذهبت مع ريح الصفقات، في ظلّ كل هذا التناقض هل تكون الدمعة قناعاً للوجه القبيح؟