الثلاثاء 28 شوال 1445 ﻫ - 7 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ترسيم الحدود... الثنائي الشيعي قدّم هدية لترامب قبل الإنتخابات الرئاسية

يدور نزاع بين لبنان واسرائيل على النفط والغاز في الحدود البحرية في البلوكات المتاخمة لاسرائيل منذ سنوات، وتقول السلطات اللبنانية انها تقع ضمن مياهها الاقليمية والاقتصادية، وتزعم اسرائيل ان لها الحق في جزء منها.

اما المفاجئ فكان اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الخميس الماضي التوصل لاتفاق ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل، سيكون الجيش اللبناني هو الطرف الممثل للبنان في المحادثات التي ستجري في الناقورة برعاية واشراف الامم المتحدة وستلعب الولايات المتحدة دور الوسيط، فماذا يعني ذلك؟ وكيف للبنان الاستفادة من الترسيم اذا كان خالياً من اية صفقة؟

في لقاء لـ”صوت بيروت انترناشونال” مع خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الدكتورة لوري هيتايان شرحت تفاصيل الاتفاق بالقول “من الضروري ان يرسم لبنان حدوده مع كل الدول المحيطة فيه للاستفادة من موارده من دون وجود عراقيل قانونية توقف العمل، وبالتالي نحن اليوم امام خطوة جيدة للانتهاء من الخلاف مع الاسرائيليين، الا انه يجب الا يكون هناك صفقة كي يتمكن لبنان من الاستفادة بالكامل”.

وفيما ان كان الامر يعني فتح مسار للتطبيع مع اسرائيل؟ اجابت هيتايان “نحن نتفاوض مع اسرائيل على الحدود البرية كما البحرية والحديث عن التطبيع بسبب عمليات السلام في المنطقة، وفي التوقيت السياسي ما يحصل اليوم له معنى، ففي الوقت الذي يُتهم فيه الثنائي الشيعي بافشال المبادرة الفرنسية مع ما قد يؤدي ذلك الى خراب لبنان اقتصادياً، يخرج الثنائي الشيعي للقول انه على استعداد لطلب وساطة الاميركي الذي له يد بتجويع لبنان وتسهيل مهمة الرئيس الاميركي، ومن هذا الباب يجري الحديث عن التطبيع، لكن قانونيا التطبيع له خطوات يجب القيام بها ولا اعتقد اننا في هذا الطريق”.

ورداً على سؤال مراسلة “صوت بيروت انترناشونال” سارة شحادة عن فشل المبادرة الفرنسية في تشكيل الحكومة ودخول الولايات المتحدة الاميركية على خط ترسيم الحدود، وفيما ان كان ستضغط فرنسا على شركة “توتال” للاسراع في عمليات التنقيب في البلوك رقم 9؟ اجابت هيتايان “الاميركي هو الوسيط الوحيد في موضوع ترسيم الحدود، والعمل مستمر في البلوك رقم 9، كما ان توتال ليست مملوكة للدولة الفرنسية وماكرون ليس له سلطة عليها، فهي شركة خاصة لديها مساهميها وهم لهم التأثير على قيادة الشركة”.

الرئيس بري في كلمته اشار الى ان هذه الخطوة تؤدي الى سداد ديون لبنان، لكن علميا هل هناك تأكيد على ان البلوكات المتاخمة لاسرائيل تحتوي على كميات من الغاز؟ ام سنشهد ما شهدناه في البلوك رقم 4؟ اجابت هيتايان “لا يمكننا تأكيد الكميات الا من خلال الحفر، والبلوك 4 شاهد على ذلك”، وعن امكانية عرقلة “حزب الله” للمفاوضات اذا ربط الامر بقضية مزارع شبعا؟ شرحت “منتصف تشرين سيزور ديفيد شينكر لبنان لعقد اجتماع في الناقورة سيتبعه اجتماعات مستمرة، التوقيت هو سياسي ما يعني انه ورقة في البزار السياسي الحاصل بين اللبنانيين والاميركيين، وبين اللبنانيين والايرانيين”.

وعن استخدام الرئيس بري كلمة اسرائيل فيما استخدم نصر الله العدو المحتل، كيف لطرف من الثنائي الشيعي ان يعتبر اسرائيل دولة فيما الطرف الاخر لايزال يعتبرها عدواً؟ شرحت هيتايان “دائما هناك تنسيق بين حركة امل وحزب الله على الكثير من الامور احدها اليوم استخدام كلمة اسرائيل، والثنائي الشيعي يحاول ابراز كل ما يقوم به انتصارا، ونحن مأزمون، ونتوجه الى المفاوضات بتنازلات، لذلك يُستخدم كلمة اسرائيل وليس الكيان الصهيوني او العدو الاسرائيلي”.
وسط هذا المشهد المثير للجدل يبقى السؤال، كم من الوقت ستستمر المفاوضات وهل تفتح الباب واسعاً امام التنازلات اللبنانية وسط الابتزاز الاسرائيلي؟