الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ثورة لبنان... أين أصبحت؟

الثورة الشعبية التي اربكت الاحزاب اللبنانية وفرضت ايقاعاً غير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية لاتزال حاضرة في الساحة، فأين أصبحت الثورة في لبنان؟ وهل انتهت مع سقوط حكومة حسان دياب؟

“كلا لم تنته الثورة مع سقوط حكومة حسان دياب” بحسب ما قاله الناشط السياسي في الحراك اللبناني محمد عبد الله الذي شرح “هذه الثورة انفجرت نتيجة منظومة فساد سياسي وكان يشترك بها واقع اقليمي ايضا، هذه المنظومة اوصلت الناس الى مكان لم يعد باستطاعتها تأمين لقمة عيشها، لم يعد باستطاعتها الايمان بمستقبلها ومستقبل معيشتها في البلد، انعدمت الرؤية في النفق المظلم وكيفية الخروج منه”.

نجاح هذه الثورة كما قال عبد الله “بعدم وجود قائد لها، هناك احزاب وجدت ان جمهورها سبقها الى الشارع للاعتراض والرفض لما هو حاصل في لبنان، وهناك احزاب تحاول اختراق الحالة الثورية بشكل او بآخر، وتبرئ نفسها من الممارسات التي حصلت في لبنان” واضاف ” الهدف الاكمال نحو بعبدا وعين التينة وكل المراكز كون ليس فقط رئاسة الحكومة هي هدف الثوار، بل اسقاط المنظومة السياسية الفاسدة التي تشارك فيها كل الاحزاب، الحكومة التي حكمت كل هذه السنوات لن تترك وتسلم الامور بكل هذه السهولة، بالتأكيد هي تخطط لافشال اي تحرك او انتظام او نتائج معينة يمكن ان يحققها الثوار”.

بعد تحقيق مطلب الثوار باسقاط حكومة حسان دياب، يطالب “حزب الله” بتشكيل حكومة وحدة وطنية ما يتعارض مع مطالب الثوار، فهل يواجه “حزب الله” الثوار في الساحات عن ذلك اجاب عبد الله “اتمنى ان لا نصل الى ثورة دموية، ولكن تشبث المنظومة بالحكم والكراسي قد توصل الامر الى عدم حصول تغيير الا من خلال سقوط دماء”.

“مع انطلاق الثورة، الكثير من الاحزاب خصوصا حزب الله” بحسب عبد الله “حاول الدخول الى قلب ساحة الشهداء، واول كلمة لحسن نصر الله تم وضع مكبرات الصوت في الساحة، لكن كان هناك موقفا حكيما من بعض الثوار الموجودين لمنع وقوع الاصطدام، فقد كان هناك من يريد جرنا الى اصطدام حزبي وامني، ونحن على المستوى الثوري والمدني لسنا مسلحين كي نخوض معارك، بالتالي معركتنا خاسرة اذا اتجهنا لمواجهة مسلحة مع “حزب الله” او غيره، وهذا لا يعني ان جمهوره يعيش في الرفاه، فهو يعاني كونه جزء من الشعب اللبناني، والثورة ترفض اليوم ان تعاود فرض اي حكم مرتبط بايران او بغيرها، وسيرفض الشارع من جديد اي حكومة معلبة، لا تلبي طموحات الناس التي تعاني وتعيش القهر”.

عناوين الثوار المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة تتوافق مع طرح البطريرك الراعي في دعوته للحياد وتسليم سلاح حزب الله، وقال عبد الله “نحن نعتقد ان هناك خطابا متقدماً للبطريرك الراعي ونراهن ان يبقى هذا الخطاب داعما للثورة، وندعو رجال الدين وان كنا نطالب بفصل الدين عن الدولة، لقول كلمة الحق والكلمة التي تقف مع لبنان الذي نطمح له كونه في النهاية رجل الدين مسؤول عن رعيته وليس مرجعيته السياسية” وختم مؤكداً ان “الثورة لن تتراجع ولن تعود الى نقطة الصفر، قبل ان تكون هي المبادرة الى تغيير الحكم من رأس النظام حتى اسفله”.