السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شغور رئاسي… فراغ واستسلام

يُعَدُّ انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان أو تشكيل حكومة جديدة أمراً ليس سهلا على الإطلاق، بسبب الانقسام الطائفي والسياسي.

ولا شك ان الفراغ الرئاسي الجديد يُنذر بمزيد من الفوضى السياسية والانهيار الاقتصادي والاجتماعي. فلبنان يُعاني اصلا من ازمة اقتصادية غير مسبوقة منذ ثلاث سنوات، وحالياً تُديره حكومة تصريف أعمال هشة بصلاحيات مقيدة، في ظل وجود برلمان منقسم بشكل حاد، يفتقد لوجود غالبية صريحة وواضحة قادرة على انتخاب رئيس جديد للبلاد.

على الرغم من أن منصب الرئيس لا يلعب دوراً جوهرياً في إدارة السلطة التنفيذية، فإن الحكومة التي يفترض أن تنتقل إليها الصلاحيات الرئاسية بموجب الدستور، مستقيلة وبالتالي هي مقيدة بشأن كيفية تسيير الاعمال.

على عكس العقود الثلاثة الماضية، التي استطاع فيها النظام السياسي التعايش مع حالة الفراغ أكثر من مرة إن كان على مستوى الرئاسة، كما حصل بين عامي 2014 و2016، أو على مستوى عدم وجود حكومات لأشهر طويلة.

هذه المرة ليست كسابقاتها، حيث تكمن المخاطر في أن شغورا رئاسيا طويل الأمد قد يؤدي إلى انهيار البلاد بشكل أكبر، والاستسلام للفراغ الرئاسي سيؤدي مع مرور الوقت إلى إثارة شكوك حول شرعية حكومة تصريف الأعمال في ممارسة صلاحياتها، وبالتالي تعميق الشلل السياسي والتفكك المؤسساتي.