الشهيد الحي الذي نجا من انفجار اغتيال الحريري بكى حسرة على بيروت لحظة انفجار المرفأ واستذكر لحظة فقدان رجل بحجم الوطن، رجل يستحق فعلا لقب “بي الكل” كما وصفه ضيا، حيث شرح في حديث لـ”صوت بيروت انترناشونال” “كنا في الموكب حين وقع الانفجار، ترجلنا من السيارات لمعرفة ما حصل، صعدنا الى السيارات المدمرة واذ بالرصاص في سلاح المرافقين بدأ يتفجر، ابتعدت عن المركبات مع شاب يدعى عامر شحادة، واذ بي اجد الرئيس الحريري ممدداً ارضاً، حينها عرفته من خاتم الزواج” واضاف “بعد استشهاد الرئيس ودفنه، بقيت لمدة ثلاثة اشهر في المنزل من دون ان اغادره، 90 يوماً وانا في حالة صدمة، لاسيما واني مقرب جداً منه، الامر صعب جداً، فقدت شيئاً من روحي، انظر في صورته اشعر وكأنه يحدثني”.
واضاف “عندما خرج الرئيس الحريري من المجلس لم نتوقع ابداً أن كارثة بانتظارنا، توجهنا الى المقهى، دردش الرئيس مع الشبان وغادر ليحصل ما لم يكن في الحسبان”، مشيراً إلى أن “انفجار بيروت اعاد الى مخيلتي يوم حادث اغتيال الرئيس الحريري، لم يتغير شيئاً، انظر الى الركام والجرحى اتذكر الشهيد، كل شيء ذكرني به”.
لافتاً إلى أنه “لو كان الرئيس الشهيد على قيد الحياة لما وصلنا الى ما نحن عليه الان، كونه رجل لا يوجد له مثيل. مهما وصفته ابقى مقصراً، انا رجل كبرت على رفيق الحريري، كان عمري حوالي 23 سنة عندما عملت معه، كنت اجالسه على طاولة الطعام، فقد كان متواضعاً الى ابعد الحدود”.
واشار الى انه “15 سنة لم يفارق ذاكرتي ثانية، كيف لا وقد كان يقف الى جانبي في كل مرة احتاجه، كما كان يقف الى جانب الاخرين، فهو رجل يشعر بالجميع، يحب الناس، ولاول مرة اذكر انه لم يكن يقبل ذكر مساعدته لاحد، فهذه بالنسبة له أسرار، لا يعلمها إلا من طلب منه الرئيس القيام بها، لم يكن يرمي الحمل على شخص بل كان يوزع المهام والاسرار”.
وعن علاقة الرئيس الحريري بالدول العربية والاجنبية علّق ضيا” اسم رفيق الحريري كان كبيراً، كل الدول تحبه، مكانته لا توصف كونه صادق، كان يغير معادلات، لم يكن رئيس وزراء فقط، بل اكثر من رئيس جمهورية بالنسبة للعالم” وختم “لا احد كرفيق الحريري على الاطلاق، حنون، محب وصادق، كل شارع وبيت يترحم الناس عليه، مرددين لو كان رفيق الحريري بيننا الان لم نصل الى ما نحن عليه… قليل من الناس من يستشهدون وتبقى ذكراهم موجودة”.