الأحد 11 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل.. العين على انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز

يراهن اللبنانيون على استخراج النفط والغاز من المياه الاقتصادية اللبنانية، للخروج من ازماتهم وتحسين مستوى معيشتهم، لكن الامل الكبير الذي ارتفع مع بدء المفاوضات لترسيم الحدود في مقر الامم المتحدة، يصطدم بثقة اللبنانيين المفقودة بالطبقة الحاكمة، التي لم تنفذ اي اصلاحات حتى الان.

الرهانات والوقائع ومسارات الترسيم وخطة الوفد اللبناني التفاوضية، كشفها الصحافي نزير رضا لمراسلة “صوت بيروت انترناشونال” محاسن مرسل حيث قال “خطا لبنان خطوة كبيرة بالموافقة على الجلوس حول طاولة مفاوضات غير مباشرة مع الاسرائيليين لحل النزاع، لكن الطارئ والمفاجأة اللبنانية في المفاوضات الاولى في الجلسة التقنية التي ستدخل بالتفاصيل الاثنين القادم، حيث ان لبنان لم يعد يطالب بالـ 860 كلم متربع، فالخطوط التي كانت مرسومة ضمن الخريطة ومن ضمنها خط هوف الذي يقسم المنطقة المتنازع عليها الى قسمين 42 بالمئة لاسرائيل و58 بالمئة للبنان اصبح من الماضي. اليوم النزاع هو على 2290 كلم مربع”.

وشرح رضا “المفاجأة اللبنانية كانت في الجلسة الاولى من التفاوض التي رسمت فيها الخريطة وتقدمت بناء لمطلب لبنان حيث سيبدأ البحث فيها، وبالتالي الـ 860 كلم اصبحوا خلفنا. المفاوضات ستكون شاقة اكثر من المتصور، بسبب دخول عامل جديد وهو ان لبنان ينطلق من النقطة B1 التي هي نقطة الترسيم الحدودي، اخر نقطة برية اقصى جنوب غرب لبنان في رأس الناقورة، وهي النقطة التي ترسم فيها 1923، خط الترسيم والتي تم تثبيتها في اتفاق الهدنة 1949، وهي التي قدمتها اسرائيل 23 متراً”.

واضاف رضا “الانطلاق من B1، يعني زيادة اكثر من 1400 كلم بحري عن الذي كان لبنان يطالب به اي 860 كلم، الصعوبة هنا، ان الخط اللبناني الذي سيرسم، سيقسم حقل كاريش في المنتصف وبالتالي نصفه سيصبح للبنان والنصف الاخر لاسرائيل”.

انتقل خط التفاوض كما قال رضا ” من 860 كلم الى 2290 كلم وهذا خلاف لن يكون سهلا، الاهم من ذلك ان لبنان قام بخطوة في هذا الاتجاه، واليوم كل التقديرات الدولية تشير الى ان لبنان، فيه كميات كبيرة من الغاز، وهناك تقديرات ان سعرها يصل الى 170 مليار دولار”.

واعتبر رضا ان “مجرد الانطلاق في المفاوضات يعني في الميدان السياسي ان لبنان حسم ان الغاز اللبناني موجود وسيساعد ذلك في جانب ما، في حل الازمة الاقتصادية، ما سيسهل الحصول على اموال من صندوق النقد الدولي ومن دائنين محتملين”.

الازمة الثانية كما قال رضا “الى اين سيتم تصدير الغاز في ظل وجود عقوبات على سوريا؟ هل عبر الانبوب السوري الذي سينتقل الى الانبوب التركي ويصل الى الانبوب الروسي والى اوروبا، هذا مستحيل” واضاف “لبنان الذي هواه غربي، هل يقبل ان يخرج الغاز والطاقة عن السقف الغربي ويعطي الغاز لخط الانبوب الروسي… اشك بذلك. الاحتمال الثاني ان يتم التشبيك عبر الخط القبرصي وهذا احد الاقتراحات” وتابع “اما ان نشبك عبر الخط الذي موله الاتحاد الاوروبي اي ان يمر من اسرائيل ويصل الى ايطاليا وهو الاهم والاسهل، لكن هل سنعقد اتفاقا مع اسرائيل من دون الاتفاق على هذه النقطة؟، هل الاتفاق سيكون مع اوروبا؟ ام هل نقوم باتفاق اطار جديد في خطوة ثانية؟ الموضوع طويل، ليس سهلا لكن ليس معقداً”.

الاهم بدلا من انتظار الغاز اللجوء الى الاصلاحات كما قال رضا “وهو الطريق الاقصر لكي يرفع عن كاهل الشعب اللبناني المعاناة والازمة المعيشية، بالالتزام بالحد الادنى بالمطالب الدولية من المبادرة الفرنسية وصندوق النقد ومقررات مؤتمر سيدر، اضافة الى مسار التفاوض”.

الاصلاحات ثم الاصلاحات الاقتصادية والمالية قبل كل شيء، مسار التفاوض والتنقيب عن الغاز والنفط طويل ولا يمكن انتظار سنين عدة للنهوض بالبلد من جديد.