الأربعاء 7 ذو القعدة 1445 ﻫ - 15 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ولد من دون قرنيّتين وأمّه تتمنّى أن تركب عبّارة الموت من ميناء طرابلس

فيما يلعب الكبار بمصيرنا في هذا البلد، يلعب الصغار بشظايا الحياة القاتلة، يتربّون في ما يُشبه المنزل، يأكلون فتات الطعام، ينامون بلا أحلام، يستيقظون بلا شمس.

ذنبهم الوحيدة هي الهويّة، إنتماءٌ يدفعون ثمنه من جيلٍ إلى جيل، في طرابلس المنكوبة أبداً، ينتظر أمير أمل البصر، هو الفاقد للقرنيّتين، في ظروفٍ فاقدة لكل الأساسيات، لا كهرباء، لا ماء، لا كنبة للجلوس، ربما تخاف الدنيا أن تنظر في عينيه كي لا تخجل من ظلمها، والكلام للأمّ الباحثة عن الرحمة، في شهر الرحمة، لا عيد تنتظره بل نعمة الموت.

في الوقت الذي يغرق فيه الناس على متن عبارات الموت، تتمنّى أن تأخذ أولادها عبر البحر، صحيح أن أمل النجاة هو 50% و الموت 50%، ولكن يبقى ذلك أفضل من حتميّة موت الروح هنا بنسبة 100%.

الأم تطلب أساسيات الحياة بصوتٍ تخنقه الحسرة، فيما الحكّام لا يسمعون إلى أصوات الصناديق، أكانت إنتخابيّة أمّ نقديّة دوليّة.

أمير ولد من دون قرنيّتين، صحيحٌ أنه لا يرى ضوء الشمس ولكنه لا يرى أيضاً ظلام ظلم الناس.