حثت أذربيجان، الدولة المضيفة لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب29)، الدول المشاركة على تسوية خلافاتها والتوصل إلى اتفاق مالي اليوم الجمعة، مع دخول المفاوضات في المؤتمر ساعاتها الأخيرة.
ومطلوب من حكومات العالم الممثلة في الاجتماع، الذي عقد في مدينة باكو المطلة على بحر قزوين على مدى أسبوعين، الاتفاق على خطة شاملة تتعهد الدول الغنية بموجبها بتقديم مئات المليارات من الدولارات للدول الأكثر فقرا لمساعدتها على التعامل مع التأثيرات المتفاقمة للاحتباس الحراري العالمي.
وقال خبراء اقتصاد إن الدول النامية ستحتاج إلى تريليون دولار سنويا على الأقل بحلول نهاية العقد، لكن الدول الغنية تقاوم ذلك حتى الآن.
كما شابت المفاوضات حالة من الضبابية بشأن دور الولايات المتحدة، أكبر مصدر في العالم لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي لا يؤمن بقضية المناخ، إلى البيت الأبيض.
وقالت رئاسة المؤتمر في مذكرة إلى المندوبين صباح الجمعة “نشجع الأطراف على مواصلة التعاون في مجموعات وعبرها بهدف تقديم مقترحات تقلص الفجوة وتساعدنا على إنهاء عملنا هنا في باكو”.
وذكرت أن مسودة الاتفاق الجديدة ستصدر ظهرا في باكو أملا في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية اليوم.
وجرت العادة أن مؤتمرات كوب قبل إتمام المهام المطلوبة خلالها.
وأصبح الانقسام والاستياء بشأن المفاوضات علنيا بالفعل بعد أن أصدرت الرئاسة مسودة اتفاق جديدة أمس الخميس وعرضت فيها خيارين مختلفين تماما لم يلقيا استحسان أحد.
ورغم أنه تم تقليص الوثيقة إلى أقل من نصف حجم النسخ السابقة لهذا المؤتمر وأصبحت تتكون من عشر صفحات، لم تأت على ذكر إجمالي الأموال التي تهدف البلدان إلى استثمارها كل عام، وتركت المساحة المخصصة لذلك محددة بعلامة “إكس”.
كما عكس المؤتمر انقسامات كبيرة إزاء قضايا مثل ما إذا كان يجب تقديم الأموال في صورة منح أو قروض، والدرجة التي ينبغي بها حساب أنواع التمويل الخاص المختلفة في تحقيق الهدف السنوي النهائي.
وقال لي شو مدير مركز المناخ الصيني في جمعية آسيا ومراقب مخضرم لمؤتمرات المناخ “أتمنى أن يصلوا إلى نقطة جيدة في هذه النسخة التالية… وأي شيء آخر غير ذلك قد يتطلب إعادة جدولة الرحلات الجوية”.
وعاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى باكو قادما من اجتماع مجموعة العشرين في البرازيل أمس الخميس، ودعا إلى بذل قصارى الجهود للتوصل إلى اتفاق وقال إن “الفشل ليس خيارا”.