دون شك، يبدو أن التطورات الميدانية الأخيرة شمال سوريا يعد الهجوم المباغت لفصائل المعارضة السورية المسلحة وسيطرتها مع على حلب وإدلب ومناطق بريف حماة، أعاد الأذهان إلى المبع الأول للأزمة السورية واندلاع الحرب عام 2011.
ومنذ بدء التصعيد، عاد الحديث عن اتفاقات أستانا ووجوب الالتزام بها.
فما هي جولات أستانا وعلى ماذا ارتكزت؟
محادثات أستانة للسلام في سوريا، هي محادثات جرت بين ممثلي الدولة السورية وعدد من قادة الفصائل بشقيها العسكري والسياسي، برعاية روسية تركية إيرانية.
وجرت تلك المحادثات في العاصمة الكازاخستانية “أستانا” عام 2017.
كما نص اتفاق أستانا هعلى حكم مناطق شمال غرب سوريا، يما يشمل إدلب وأجزاء من ريف حلب واللاذقية.
وكانت الجولة الأولى في يناير 2017، وتضمنت مباحثات أعقبها توقيع وقف إطلاق النار بين دمشق وأنقرة.
في حين جرت جولة أخرى في فبراير 2017، وانتهت بتشكيل لجان لمراقبة وقف إطلاق النار
أما الجولة التالية فكانت في يوليو 2017، وبحثت آليات لمراقبة مناطق خفض التوتر ونشر قوات فيها.
كذلك جرت جولة عقدت في سبتمبر 2017، تم الإعلان عن اتفاق لانشاء منطقة خفض التوتر في إدلب شمالا.
وعقدت جولة بعدها ديسمبر 2017، وجرى خلالها تشكيل مجموعتي لتبادل الأسرى والمفقودين والجثث وإزالة الألغام.
وتوقفت الاجتماعات بعد الجولة الرابعة عشر في العام 2019 بسبب جائحة كورونا.
فيما عقدت الجولة 19 في نوفمبر 2024، وبحثت ملفات اللجنة الدستورية والأوضاع الميدانية.
إلى ذلك، عادت تلك الجولات للواجهة بعدما قالت الخارجية الإيرانية إن أي انفلات أمني وانتشار للإرهاب في سوريا لن يقتصر على أراضيها وعلى دول الجوار إيقافه.
وأوضحت أن “مسار أستانا” بشأن الأزمة السورية هو الأفضل ولا يزال فعالا لخفض التوتر ومؤكدة التزامها به.
بدورها، رأت وزارة الخارجية التركية أن الحفاظ على الهدوء في إدلب والمناطق المتاخمة لها على الحدود السورية التركية يمثل أولوية قصوى لأنقرة، لافتة إلى ان الهجمات الأخيرة على إدلب وصلت إلى مستوى يقوض روح وتنفيذ اتفاقات أستانا.
كما رأت أنه منذ عام 2017، تم التوصل إلى عدة اتفاقيات بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتلتزم تركيا بدقة بمتطلبات جميع الاتفاقيات التي تكون طرفاً فيها، في إشارة منها إلى إستانا، داعية إلى الالتزام بها من بقية الأطراف.
هجوم مباغت
يشار إلى أن الفصائل المسلحة في سوريا كانت أطلقت منذ الأربعاء الماضي هجوماً مباغتا في شمال غرب سوريا، تمكنت إثره من السيطرة بشكل كامل على مدينة حلب، والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة مع انسحاب وحدات الجيش السوري منها.
بينما ارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف إلى أكثر من 445 شهيدا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في حين أبدت كل من إيران وروسيا قلقها من الأوضاع، واعدة بدعم دمشق، كما فعلت على مدار السنوات الماضية، خلال الحرب.