أظهرت دراسة أجرتها منظمات للمجتمع المدني اليوم الثلاثاء أن أكثر من 800 مؤسسة مالية أوروبية لها علاقات تجارية مع شركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية.
ووسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل، ويأمل بعض المستوطنين أن يساعدهم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في تحقيق حلم فرض السيادة على الضفة الغربية التي يعتبرها الفلسطينيون محور دولة لهم في المستقبل.
وأدى العنف المتزايد للمستوطنين إلى فرض عقوبات أمريكية وقالت بعض الشركات إنها ستوقف أعمالها في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد تقرير تحالف منظمات “لا تشتري من الاحتلال” أن 822 مؤسسة مالية في المجمل أقامت علاقات هذا العام مع 58 شركة “ضالعة بنشاط” في المستوطنات الإسرائيلية ارتفاعا من 776 مؤسسة في 2023. ودعت منظمات المجتمع المدني إلى تشديد التدقيق وسحب الاستثمارات إذا لزم الأمر.
وقال أندرو بريستون، من منظمة المساعدات الشعبية النرويجية، وهي واحدة من 25 منظمة مجتمع مدني أوروبية وفلسطينية أجرت البحث “المؤشر هو أن الأمور تسير في الاتجاه الخطأ”.
وقال لنادي جنيف للصحافة حيث قُدم التقرير “نرى أنه يجب على المؤسسات المالية الأوروبية معاودة تقييم نهجها بشكل عاجل تجاه الشركات الضالعة في الاحتلال غير القانوني”.
ولم ترد وزارة المالية الإسرائيلية بعد على طلب للتعليق.
ويبلغ طول الضفة الغربية نحو 100 كيلومتر وعرضها 50، وتقع في لب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ استيلاء إسرائيل عليها في حرب عام 1967.
ويعتبر معظم الدول الضفة الغربية أرضا محتلة وترى أيضا أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو الموقف الذي أيدته أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في يوليو تموز.
وأفاد التقرير بأن بنوكا كبرى منها بي إن بي باريبا وإتش إس بي سي من بين الشركات الأوروبية المدرجة على القائمة. ولم ترد البنوك بعد على طلب للتعليق.
وأفاد التقرير بأن الشركات الضالعة بنشاط في المستوطنات وعددها 58 تشمل شركة كاتربيلر لصناعة الآلات الثقيلة بالإضافة إلى موقعي السفر بوكينج دوت كوم وإكسبيديا. ولم ترد أي من هذه الشركات بعد على طلب للتعليق.
وقالت بوكينج دوت كوم في وقت سابق إنها حدثت إرشاداتها لمنح العملاء مزيدا من المعلومات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المناطق المتنازع عليها والمتأثرة بالصراع. وقالت إكسبيديا إن أماكن الإقامة الخاصة بها محددة بوضوح على أنها مستوطنات إسرائيلية تقع في الأراضي الفلسطينية.
والكثير من الشركات المذكورة في التقرير، ولكن ليس كلها، مدرجة أيضا في قاعدة بيانات الأمم المتحدة للشركات التي تتعامل مع المستوطنات الإسرائيلية.
وذكر التقرير أن بعض المؤسسات المالية سحبت استثماراتها من شركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك صندوق التقاعد النرويجي (كيه.إل. بي).