غابت الطقوس الشعبية عن موسم قطف الزيتون في قطاع غزة، للعام الثاني على التوالي، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ففي الأعوام الماضية، كان موسم الزيتون يشهد طقوسا شعبية تراثية، إذ تتشارك العائلات إعداد إفطار يتضمن أكلات تقليدية مثل الدقة والزيت والزعتر مع خبز الصاج، بينما يتكون الغداء من المقلوبة الفلسطينية المطبوخة على النار.
** طقوس مفقودة
ولم تكن أغاني التراث القديمة والدبكة الشعبية والكوفية الفلسطينية تغيب عن المزارعين الذين يقطفون الزيتون منذ ساعات الصباح وحتى المساء، حيث يستمرون في العمل لعدة أسابيع.
لكن تلك المشاهد غابت هذا العام، وحلّت محلها مشاعر الخوف والألم نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وما خلفته من معاناة على مدى قرابة عام.
وهذا العام، لم يكن موسم الزيتون وفيرا بسبب الحرب وما تبعها من حصار مشدد على القطاع، حيث غاب اهتمام المزارعين بأراضيهم، فلم يقوموا بتسميدها ولا سقي المزروعات كما في الأعوام الماضية.
ويعاني القطاع نقصا حادا في المستلزمات الزراعية كما الأدوية والغذاء وحليب الأطفال، نتيجة الحرب والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.
وتغلق إسرائيل معابر القطاع خاصة معبر رفح الحدودي مع مصر الذي سيطرت عليه في 7 مايو/ أيار الماضي ودمرته، ما حال دون دخول المساعدات والمستلزمات إلى غزة.
وبحسب وزارة الزراعة في قطاع غزة، هناك 33 ألف دونم مزروعة بالزيتون تُنتج نحو 23 ألف طن.
لكن هذه الإحصائية تعود إلى ما قبل الحرب على القطاع الذي شهد تجريفا وقصفا لأراضيه الزراعية الغنية بأشجار الزيتون.
ويشهد أحيانا، بدء موسم قطف الزيتون وعصره في قطاع غزة مراسم حكومية واحتفاء شعبيا، ويتوشح العاملون بالكوفية، ويقضون أوقات عملهم بإنشاد الأهازيج الفلسطينية، على اعتبار أن الموسم بالنسبة إليهم فرصة لتأكيد الهوية.
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.