شنت طائرات حربية تابعة لـ “التحالف الدولي” (الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا) غارات على مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في بادية القورية والميادين في ريف دير الزور، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك على وقع التقدم المفاجئ الذي حققته فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال غرب سوريا، وسيطرتها على مجمل مدينة حلب وبعض القرى في ريف حماة، وسط انسحاب للقوات السورية فضلا عن الميليشيات الإيرانية.
كما أوضح المرصد أن “قوات التحالف جددت قصفها المدفعي انطلاقا من قاعدة معمل “كونيكو” على مناطق سيطرة الجيش السوري والميليشيات الإيرانية في “القرى السبع”، واستهدفت بلدة خشام في ريف دير الزور بعدة قذائف.
و”القرى السبع” هي الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام، وطابية، وهي ذات أهمية استراتيجية إذ تقع شرقي نهر الفرات، وتشكل نقطة تماس مباشر مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بخلاف بقية المناطق التي يفصلها النهر.
الطيران الروسي
في المقابل، شنّ الطيران الروسي أمس الأحد، غارات على ساحة قرب جامعة مدينة حلب أوقعت خمسة شهداء، لم يتمكن من تحديد ما إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين.
كما استهدفت غارات مماثلة مخيما للنازحين بمدينة إدلب، وفق المرصد
كذلك استهدف الطيران السوري والروسي “رتلا للفصائل المعارضة المسلحة مكونا من عشرات الآليات والعربات المحملة بالذخيرة والعتاد والعناصر بريف إدلب الشرقي” حسب ما أفادت وكالة “سانا”.
هجوم مباغت
ومنذ الأربعاء الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية المسلحة، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات بمحافظة حلب حيث تمكّنت من التقدّم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة المجاورتين.
لتسقط مدينة حلب بشكل كامل أمس بين أيدي تلك الفصائل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمالها.
بذلك أصبحت المدينة للمرة الأولى خارج سيطرة القوات السورية منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011.
ويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.
سقوط حلب
يشار إلى أن قوات النظام السوري كانت استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلا للفصائل المسلحة منذ صيف 2012.
كما كان لإيران والمجموعات الموالية لها نفوذا واسعا بمدينة حلب ومحيطها، قبل أن تخلي عددا من مواقعها تباعا خلال الأشهر القليلة الماضية، وفق المرصد.
إلا أن فصائل المعارضة المسلحة تمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بمحافظتَي إدلب وحماة مع انسحاب وحدات جيش النظام السوري منها.