أشعلت مطالبة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرئيل كاتس ، جنرالات الجيش وفي مقدمتهم رئيس الأركان هارتسي هاليفي الكشف عن تحقيقات بشأن إخفاق 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، المواجهة في هذا التوقيت الذي يشهد جبهات مفتوحة وأحدثها سوريا.
ووصفت قناة “أي نيوز 24” الاسرائيلية، التحقيق بأنه الأكثر تعقيدًا وحساسية منذ سنوات طويلة، والحديث هنا عن تفاصيل الليلة بين 6 و 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خاصة أن التحقيق لم يكتمل.
إشراك الشاباك
ويزعم مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي رفض الكشف عن هويته، أن الجيش لن يقدم تحقيقًا دون استكمال الجزء الاستخباراتي، وعن تفاصيل الملف الاستخباراتي عمومًا يجب أن يقول الشاباك كلمته فيه، هل يسلم أم لا؟، وما هي الحالة التي يسلم فيها؟.
وتزايدت الاحتمالات التي تبلورت خلال الساعات التي تلت الأزمة بين كاتس وهاليفي، من أنها في طريقها للتعقيد أكثر وأكثر.
وخلال اجتماع عرض النتائج الذي طال لساعات، ركز المنتدى العسكري، بشكل أساسي على مسألة استخبارات ما قبل أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولم تتم مناقشة أي قضايا أخرى تتعلق بتلك الليلة، مثل طرق تعامل شعبة العمليات والقيادة الجنوبية والسلاح الجوي.
ولم يمر استعراض المسألة الاستخباراتية بسهولة، ويزعم كبار المسؤولين في هيئة الأركان العامة في هذا الإطار أنه من المستحيل التحقيق في أحداث ليلة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دون إشراك الشاباك.
تحقيق منقوص
وأكد المسؤولون أن الشاباك يتحمل مسؤولية المخابرات في غزة أكثر من شعبة المخابرات نفسها، وتابعوا، على سبيل المثال كان الشاباك هو المسؤول الوحيد عن مشروع شرائح الهاتف، الوسيلة الأسهل في كشف أي تحركات غريبة في غزة، لكن لم يتم أخذه بعين الاعتبار في التحقيق.
وأشاروا إلى أنه “ليس من الجدية إجراء تحقيق منقوص كهذا، وأن تسليمه بهذا المستوى سيكون خطيرًا، بخلاف أن المحتوى المخابراتي يجب مراجعة الشاباك فيه، قبل عرضه على المستوى السياسي.
مسؤولية القيادات
وتشير القناة العبرية إلى أنه في قلب هذا التحقيق المثير للجدل، هناك شخصيات مركزية في الجيش الإسرائيلي، وعلى رأسهم رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، ورئيس العمليات الجنرال عوديد باسيوك، والقيادة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان، والرئيس السابق للمخابرات الحربية آمان، الجنرال أهارون هاليفا، الذي استقال باكيا بسبب مسؤوليته عن الأحداث.
ويشير الجيش الإسرائيلي إلى أن إدارة المخابرات ليلة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تمت من قبل ضابط مخابرات القيادة الجنوبية. واتهم الجيش في تحقيقاته، العقيد أ، الذي لم يقدر بشكل صحيح أن هذه كانت حربًا، واعتبرها مجرد غارة. فيما أجرى المحادثات مع الشاباك الجنرال فينكلمان، الذي وصل إلى القيادة بعد حوالي ساعة من بدء إطلاق النار. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه إذا اعترض فينكلمان على تقييم ضابط المخابرات، لكان بإمكانه رفع درجة تأهب الجيش الإسرائيلي.
تبرئة يحتاجها نتنياهو
بالإضافة إلى ذلك، فإن قرار رئيس الأركان بعقد مؤتمر لتقييم الوضع في الساعة 08:00 صباحًا يشير، من وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، إلى أنه لم يكن هناك تهديد غير عادي في الليل، وبالتالي كان رئيس الوزراء ووزير الدفاع موجودين. ولم يتم إبلاغهما بالوضع حتى بداية الهجوم، وهذه تبرئة يحتاجها نتنياهو لذلك يسارع الكشف عن التحقيقات العسكرية.
من جانب آخر، لم يقدم الشاباك تحقيقاته حتى الآن، على الرغم من أنه كان يحتفظ بالمعلومات الموجودة على شرائح الهواتف التابعة لحركة حماس، وهو ما كان يمكن أن يشير إلى الانتقال من حدث روتيني إلى حرب.
تقصير الشاباك
كما حافظ الشاباك على درجة عالية من السرية حول المعلومات؛ ما أدى إلى عدم وضع فرقة غزة في حالة تأهب أو الجيش الإسرائيلي بشكل عام، وتابع الشاباك مباشرة مع رئيس الوزراء، وبالتالي هذه عودة لإدانة نتنياهو الذي توضح المستندات أنه تم إبلاغه بالفعل وقت الهجوم، لكنه لم يتعامل بسرعة مع الموقف.
ووفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن التحقيقات ستستغرق وقتًا طويلًا، وبالإضافة إلى ذلك هناك عشرات التحقيقات الأخرى التي يتعين الانتهاء منها. لذلك، كما نشر في موقع “واي نت” الإسرائيلي، يقدر الجيش أنه لن يلتزم بموعد وزير الدفاع النهائي لتقديم التحقيقات، بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني المقبل، وبالتالي ستكون هناك أزمة أو يتفهم كاتس ذلك، والاحتمال الأخير مستبعد؛ لأن نتنياهو متورط في الأمر.