قوات الدعم السريع
ذكرت مجموعة (محامو الطوارئ) أن قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية قتلت أكثر من 200 شخص في هجمات على قرى بولاية النيل الأبيض خلال الأيام الثلاثة الماضية، في حين أرجأت هذه القوات توقيع ميثاق سياسي قد يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انفصالية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مناطق كبيرة من غرب السودان وأجزاء من العاصمة الخرطوم بعد مرور قرابة سنتين على اندلاع حربها مع الجيش السوداني، لكنها تواجه خسائر في وسط السودان أمام الجيش.
وبرزت ولاية النيل الأبيض كساحة معركة رئيسية مع استعادة الجيش السيطرة، وذكرت مجموعة (محامو الطوارئ) أنها شهدت هجمات لقوات الدعم السريع استمرت ثلاثة أيام وخلفت أكثر من 200 قتيل.
وذكرت المجموعة التي تراقب أثر الصراع على المدنيين أن الهجمات وقعت في قرى بمحيط بلدة القطينة.
وقال شاهد لرويترز عبر الهاتف “يوم الأحد هاجمت قوات كبيرة من الدعم السريع… وقاموا بفتح النار بكل الأسلحة بصورة عشوائية مما أدى في نفس اللحظة إلى مقتل العشرات وإصابة أعداد كبيرة”.
وقالت مجموعة (محامو الطوارئ) في بيان “تعرض الفارون الذين حاولوا عبور النيل للرصاص الحي، مما أدى إلى غرقهم”، واصفة ذلك بأنه “جريمة إبادة جماعية متعمدة”.
ولم يتسن التواصل بعد مع قوات الدعم السريع من أجل التعليق.
وأحدثت الحرب في السودان ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، واتهمت قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. وتؤكد الولايات المتحدة أن قوات الدعم السريع ترتكب جرائم إبادة جماعية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ووقعت الهجمات في وقت جمعت فيه قوات الدعم السريع السياسيين وزعماء الجماعات المسلحة المتحالفين معها في العاصمة الكينية نيروبي للتوقيع على ميثاق من شأنه أن ينص على تشكيل حكومة سلام ووحدة لحكم الأراضي التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
ويمكن أن يشكل هذا الميثاق نقطة تحول في الحرب إذ سيعزز الانقسام على جبهات القتال حتى مع احتدامه بهدف السيطرة على بعض المناطق.
لكن السياسي فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي المنقسم بشأن المشاركة في المفاوضات قال إن توقيع الميثاق تأجل إلى وقت لاحق من الأسبوع للسماح بتمثيل أكثر شمولا للحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال التي يقودها الزعيم المتمرد عبد العزيز الحلو.
والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال هي جماعة عسكرية كبيرة تسيطر على مساحات واسعة من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتضررتين من المجاعة، ولم تتخذ الحركة في السابق موقفا ثابتا في الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومن الممكن أن يؤدي هذا التحالف مع قوات الدعم السريع إلى تعزيز سيطرة هذه القوات شبه العسكرية على الأراضي التي تحتلها وزيادة أعدادها.
وقال الحلو “نبني دولة جديدة تختلف عن السودان القديم القائم على التفرقة، على التمييز، على الكراهية، على الفساد، على.. على.. على”.
وقال خالد الإعيسر وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية لرويترز “حركة عبدالعزيز الحلو أساءت التقدير كثيرا عندما انضمت لأجندة هذه الميليشيا (قوات الدعم السريع) ولكن نعلم أن هناك سلطات ونفوذ خارجي يمارس”، في إشارة إلى اتهامات الجيش للإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه الإمارات.
وأضاف الإعيسر “الشعب السوداني، في كل تلك المناطق التي تنتشر فيها هذه العصابات التابعة لهذه الميليشيا، يرفض رفضا قاطعا أن تتكلم هذه الميليشيا باسمه، وأن تؤسس لسودان جديد”.