الأحد 7 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 8 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الصين تجدد التأكيد على خيار القوة لاستعادة تايوان بعد المناورات

شددت الصين في ختام يوم من المناورات العسكرية في محيط تايوان نشرت خلالها مقاتلات وسفنا حربية، على أنّها لن تتخلّى “أبدا” عن خيار “استخدام القوة” لغزو الجزيرة.

وجاءت هذه المناورات في إطار ما وصفته بكين بأنه “تحذير شديد اللهجة” إلى القوى “الانفصالية” في الجزيرة التي تحظى بالحكم الذاتي.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت بتوحيدها مع البرّ الرئيسي، بالقوة إن لزم الأمر. والمناورات الجديدة هي التدريبات الرابعة من نوعها خلال العامين الأخيرين.

وقال وو تشيان المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية في بيان نُشر بعد اختتام المناورات، “نحن مستعدّون للعمل من أجل إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من الإخلاص وبكل جهودنا”.

وأضاف “لكننا لن نعد أبدا بالتخلّي عن استخدام القوة ولن نعطي أدنى مساحة لأولئك الذين يناضلون من أجل استقلال تايوان”.

125 طائرة صينية
عند قرابة الساعة السادسة مساء (10,00 ت غ)، بعد 13 ساعة على بدء المناورات، أعلنت بكين بأنها “أنجزتها بنجاح”.

ورصدت تايوان 125 طائرة صينية، بينها مقاتلات ومسيّرات، في محيط الجزيرة بين الساعة (21,02 ت غ) والساعة 16:30، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة الدفاع في تايبيه، واصفا العدد بأنه “قياسي” بالنسبة ليوم واحد. كذلك، تم رصد 17 سفينة حربية.

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية بأنه تم إعلان “حالة تأهب عالية” في الجزر المحيطة التابعة لتايوان.

وتفيد بكين بأن المناورات ترسل “تحذيرا شديد اللهجة بشأن الأعمال الانفصالية لقوى +الاستقلال في تايوان+”.

وقال المتحدث باسم الجيش لي شي في بيان إن المناورات التي أطلق عليها اسم “السيف المشترك 2024ب” (Joint Sword-2024B) “اختبرت بالكامل قدرات العمليات المشتركة المتكاملة لجنودها”.

وأضاف أن “القوات تبقى في حالة تأهب دائمة، وتواصل تعزيز جهوزيتها القتالية من خلال التدريب الشاق، وستحبط +المحاولات الانفصالية لاستقلال تايوان+”.

وقال لي في وقت سابق إن المناورات جرت “في مناطق تقع شمال جزيرة تايوان وجنوبها وشرقها”.

وأضاف أن المناورات ركّزت على “دوريات الاستعداد القتالي البحري والجوي وحصار الموانئ والمناطق الرئيسية” و”الهجوم على أهداف بحرية وبرية.

ومنذ توليه منصبه في أيار/مايو، يشدد الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي على تعهّده الدفاع عن سيادة تايوان، ما يثير غضب بكين التي تصفه بأنه “انفصالي”.

وجاءت هذه المناورات بعد أيام قليلة من خطاب ألقاه لاي. فقد تعهّد الخميس “مقاومة الضم”، مشيرا إلى أنّ الجزيرة والبر الرئيسي للصين “ليسا تابعين لبعضهما البعض”. ويبدو أنّ بكين فسّرت تصريحاته على أنها انفصالية.

وتعهد لاي الإثنين “حماية تايوان الديموقراطية وصون الأمن القومي”، بينما لفتت وزارة الدفاع إلى أنها وضعت “القوات المناسبة” في حالة تأهب استجابة للمناورات.

وردّت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ بالقول إن “استقلال تايوان وإرساء السلام في مضيق تايوان هما أمران متعارضان”.

وأُقيمت آخر مناورات صينية واسعة النطاق في أيار/مايو، بعد ثلاثة أيام على تنصيب لاي وأطلق عليها “السيف المشترك 2024أ” (Joint Sword-2024A) وتواصلت ليومين.

من جهتها، اعتبرت واشنطن الداعمة لتايبيه أن هذه المناورات “غير مبررة” وتزيد خطر التصعيد، بينما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى “ضبط النفس”، محذّرا من أي “تحرّكات أحادية الجانب” يمكن أن تغيّر الوضع القائم.

“عمليات تفتيش” لخفر السواحل
وشارك خفر السواحل في هذه المناورات العسكرية عبر إجراء “عمليات تفتيش”، وفق مصادر رسمية.

وأظهر رسم نشره خفر السواحل الأساطيل الأربعة تحيط بتايوان وتبحر في محيطها في اتجاه عكس عقارب الساعة.

وأفاد خفر السواحل في محافظة فوجيان بشرق الصين، أقرب مناطق البرّ الرئيسي من الجزيرة، بأنهم ينفّذون “دوريات إنفاذ قانون شاملة” في المياه قرب جزر ماتسو التي تسيطر عليها تايوان.

من جهتهم أعلن خفر السواحل التايوانيون أنهم رصدوا مجموعات سفن تابعة لنظرائهم الصينيين حول تايوان.

وعززت الصين نشاطاتها العسكرية في محيط تايوان في الأعوام الأخيرة، ونشرت مقاتلات وطائرات وسفنا حربية للإبقاء على حضور شبه دائم حول مياه الجزيرة.

وأكدت وزارة الدفاع التايوانية الاثنين بأنه “في مواجهة تهديدات العدو، فإن جميع ضباط وجنود البلاد في حالة تأهّب تامة”.

ودعا الرئيس لاي إلى اجتماع أمني “رفيع المستوى” ردا على المناورات، وفق ما أعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي التايواني جوزف وو الذي أكد أن المناورات “تتعارض مع القانون الدولي واللوائح الدولية”.

وتعهّد الرئيس التايواني في خطاب لمناسبة العيد الوطني الخميس “مقاومة ضم” الجزيرة، وشدد على أن بكين وتايبيه “غير تابعتين لبعضهما بعضا”.
لطالما دافع حزب لاي “الديموقراطي التقدمي” عن سيادة وديموقراطية تايوان التي تحظى بحكومة وجيش وعملة خاصة بها.

أكدت بكين من جانبها الاثنين على أن المناورات “عملية مشروعة وضرورية من أجل حماية سيادة الدولة والوحدة الوطنية”.

“الانتقال إلى القتال”
شدد الباحث في الأكاديمية الصينية للدراسات العسكرية اللفتنانت كولونيل فو جنغنان في فيديو نشره الإعلام الرسمي على أن المناورات قد “تنتقل من التدريب الى القتال في أي وقت”.

أضاف “في حال قام انفصاليو تايوان باستفزاز واحد، ستقدم عملية جيش التحرير الشعبي (الجيش الصيني) على خطوتها الأولى”.

وأعلن خفر السواحل في تايوان احتجاز رجل صيني على إحدى الجزر التابعة لتايبيه بعد “اقتحام محتمل للمنطقة الرمادية”، في إشارة الى تكتيكات لا ترقى إلى مستوى أعمال حربية مباشرة.

وفي ساعات الذروة الصباحية، بدا سكان تايبيه غير مبالين بالمناورات.

وقال المهندس بنجامين هسياو (34 عاما) لفرانس برس “لن أشعر بالذعر كثيرا لأنهم غالبا ما يجرون مناورات”، موضحا “هذه ليست المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة”.

وشاهد مراسلو فرانس برس خمس مركبات عسكرية محمّلة بأسلحة رشاشة تسيّر دورية بعد ظهر الاثنين في محيط مطار سونغشان في تايبيه، علما بأنه قاعدة عسكرية جوية أيضا.

وتعود جذور الخلاف الراهن بين الصين وتايوان الى الحرب الأهلية التي هزمت فيها القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ القوى القومية بقيادة شيانغ كاي-شيك، وفرار الأخيرة الى الجزيرة.

    المصدر :
  • العربية