تقلبات عدة شهدتها العلاقات بين الولايات المتحدة والصين خلال العام الحالي، خاصة بعد محاولات بكين التجسس على واشنطن واختراق شركات اتصالات أميركية.
مع ذلك، حاولت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة استعادة العلاقات وإعادتها إلى حالة الاستقرار، مثل الدعوة التي وجهها الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لحضور حفل تنصيبه وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
قال نايل غاردنير، كبير الباحثين في مؤسسة “هيرتيدج” للأبحاث، إن “تقلب العلاقات الأميركية الصينية بين التوتر تارة، والتحسن تارة أخرى، يعتمد على كيفية استجابة الحكومة الصينية للإدارة الأميركية”.
وخلال استضافته في برنامج “الحرة الليلة” على قناة “الحرة” قال غاردنير إن “ترامب يريد إقامة علاقات جيدة مع الصين، بينما هي في الحقيقة، خصم للولايات المتحدة وللعالم الحر”.
ووصف الباحث الأميركي دعوة ترامب لبينغ لحضور تنصيبه بـ”الأمر النادر”.
وفي عام 2020، فرضت الصين عقوبات على مرشح ترامب لوزارة الخارجية الأميركية ماركو روبيو، ردا على عقوبات أميركية استهدفت مسؤولين من الصين وهونغ كونغ.
قال الخبير الصيني في الشؤون السياسية، إينار تانغين، إن “الولايات المتحدة، تحاول خلق حالة اغتراب لدى القوى الأخرى، وتدعي أنها تعرضت للهجوم”.
وخلال استضافته في ذات البرنامج، وصف “السردية الأميركية” تجاه الصين بـ “سردية الضحية”، وقال إن “تلك سمة من سمات واشنطن منذ سنوات طويلة”.
وأشار إلى أن ترامب هدد، على سبيل المثال، باستعادة قناة بنما، وتسائل: “لا أعلم كيف يمكنه فعل ذلك في ظل القانون الدولي”.
واتهم الخبير الصيني واشنطن بما وصفه بـ “انتهاك المعاهدات”.
وشكّل إرسال الصين منطاد تجسس إلى أجواء الولايات المتحدة في فبراير عام 2023، وأسقط فوق المحيط الأطلسي، قمة التوتر بين واشنطن وبكين. وأسفر التوتر أيضا عن وقف الاتصالات بين القيادات الدفاعية للبلدين.
وبغية وضع حد للتوتر وإعادة العلاقات الدبلوماسية والاتصالات العسكرية بين الجانبين، بادرت إدارة بايدن إلى إجراء اتصالات مع المسؤولين الصينيين، تمثلت بداية بلقاء أجراه مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، مع نظيره الصيني، تبعته لقاءات أخرى بين مسؤولين من الجانبين.
وفي أبريل الماضي، أسفرت الاتصالات الأولية عن اتصال هاتفي أجراه بايدن بنظيره الصيني، وعلى إثره أوفد الرئيس الأميركي، في الشهر نفسه، وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى بكين في زيارة هي الثانية له في غضون سنة.
كما شهد خط بكين-واشنطن عدة زيارات ولقاءات بين مسؤولين من الجانبين، مما أدى في وقت لاحق إلى إعادة الاتصالات بين وزارتي دفاع البلدين.
وتتويجا لكل هذه اللقاءات، عقد الرئيسان الأميركي والصيني قمة أخيرة لهما في ليما، بيرو، في نوفمبر الماضي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ.
ولم يمض وقت طويل على هذه الاجتماعات حتى كشفت أجهزة الاستخبارات الأميركية مؤخرًا عن عملية اختراق واسعة النطاق استهدفت ثماني شركات اتصالات أميركية.
وتوقعت واشنطن أن تكون جهات صينية قد تمكنت من الوصول إلى بيانات ملايين الأميركيين، بما في ذلك مسؤولين رفيعي المستوى، مثل نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس.