الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 12 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تصاعد العنف في الضفة الغربية مع بداية موسم قطف الزيتون

تشهد الضفة الغربية عمليات اعتداء واشتباكات بين فلسطينيين ومستوطنين، ليرتفع معها منسوب التوتر في ظل ظروف محتقنة أصلا، مع تصاعد القتال في قطاع غزة وامتداده إلى لبنان.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، أن عدد الشهداء الذين “سقطوا برصاص القوات الإسرائيلية والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وصل إلى 759 شخصا”، وذلك منذ السابع من أكتوبر 2023.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن من بين الشهداء “165 طفلا، و18 امرأة، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 6500 إصابة في الفترة ذاتها”، حسب وكالة “وفا” الرسمية.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، تصاعدا في وتيرة العنف منذ فترة طويلة، لكن الوضع تدهور منذ اندلعت الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل.

وقد قُتل عشرات الإسرائيليين في هجمات شنها فلسطينيون بالضفة والقدس خلال العام الماضي، حسب وكالة رويترز.

وتزعم إسرائيل إن عملياتها العسكرية في الضفة الغربية تهدف إلى ملاحقة مطلوبين بجرائم إرهابية، فيما يتهم الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالاعتداء على مدنيين.

وفي سياق متصل، سلطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، السبت، الضوء على واقعة قالت إن مستوطنين أقدموا فيها على مهاجمة قرية فلسطينية شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص وإشعال النيران في منازل ومزرعة دواجن.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” أن مستوطنين أصابوا شخصين في قرية جالود جنوب نابلس، وأضرموا النيران في 3 منازل ومزرعة دواجن في الجانب الشرقي من القرية، وعدة حقول زراعية على مشارف القرية.

وأوضحت أن عددا من السيارات أضرمت فيها النيران، كما سُرقت 4 خيول من القرية.

ونقلت عدة وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين أمنيين لم تسمهم، أن “المستوطنين قدموا من بؤرة استيطانية تسمى (أحياه) تقع جنوب شرق قرية جالود”.

ووفقا لمسؤولين نقلت عنهم “هيئة البث الإسرائيلية” وصحيفة “يديعوت أحرونوت”، زعم المستوطنون أن سكان القرية “أشعلوا النار عمدا بالقرب من البؤرة الاستيطانية”.

وتعرض سكان القرية الذين تصدوا للمستوطنين للهجوم بالحجارة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن شخصين أصيبا بجروح في الرأس نتيجة لذلك، وتم نقلهما إلى مستشفى قريب.

من جانبهم، قال مسؤولون أمنيون إسرائيليون، إن “عدة فلسطينيين ألقوا الحجارة على المستوطنين أيضًا، مما أدى إلى إصابة 5 منهم”. وقيل إنهم تلقوا العلاج من إصاباتهم في مكان الحادث.

كما سمع إطلاق نار في مقاطع فيديو غير مؤكدة للحريق، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن لم ترد أنباء عن وقوع إصابات نتيجة لذلك.

وقال رئيس مجلس قرية جالود، رائد حاج محمد، لوكالة وفا، إن “العديد من العائلات التي كانت تقطف الزيتون في المنطقة، لم تتمكن من العودة إلى منازلها نتيجة للحرائق، بينما منع المستوطنون آخرين من الوصول إلى منازلهم”.

وليلة الخميس، ذكرت “تايمز أوف إسرائيل” أن نحو 100 مستوطن اقتحموا قرية جالود، وحاولوا إشعال النار في المنازل والسيارات. كما قيل إنهم قطعوا خطوط المياه والكهرباء في القرية واستهدفوا السكان بالحجارة.

“أخطر موسم زيتون”
وواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية عنفاً مكثفاً من جانب المستوطنين منذ بدء موسم قطف الزيتون في وقت سابق من هذا الشهر، والذي وصفته الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، بأنه “أخطر موسم زيتون على الإطلاق”.

ووفقاً لمنظمة “يش دين” الحقوقية الإسرائيلية، فإن جماعات من المستوطنين المتطرفين، أجبرت المزارعين الفلسطينيين على الفرار، ومنعتهم من العمل، وسرقت الزيتون والمعدات الزراعية وقطعت أشجارهم.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، الخميس، استشهاد فلسطينية برصاص إسرائيلي خلال قصطفها الزيتون قرب مدينة جنين في الضفة الغربية .

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يبحث في تفاصيل الحادثة، في رده على سؤال لوكالة فرانس.

من جانبه، أوضح منير بركات الذي يعمل محاسبا في المجلس القروي في البلدة، لوكالة فرانس، إنه حسب شهادات جمعها المجلس، “وصل إسرائيلي بلباس عسكري إلى المكان بسيارة، وأطلق حوالي 10 رصاصات باتجاه عائلة أبو سلامة، التي كانت تقطف الزيتون في أرضها التي تبعد حوالي 200-250 مترا، من جدار فاصل تقيمه إسرائيل في تلك المنطقة”.

وأكد بركات أن المجلس القروي “سمح بالتنسيق مع الجهات المعنية، لأهالي القرية بقطف الزيتون”.

وأوضح: “قام المجلس قبل أيام بنشر دعوة لسكان القرية بالتوجه إلى أراضيهم الزراعية لقطف الزيتون، بناء على تنسيق مسبق مع الجهات المختصة”.

وبدأ الفلسطينينون في هذه الأيام موسم قطف الزيتون، الذي يعتبر مهما بالنسبة لهم.

ووقعت عدة مواجهات بين مستوطنين وفلسطينيين خلال الأيام الأولى لموسم قطف الزيتون هذا العام، مع تأكيد منظمة “يش دين” الحقوقية، ارتفاع عدد الشكاوى من فلسطينيين نتيجة تعرضهم لهجمات من قبل مستوطنين “تارة بلباس مدني، وتارة بلباس عسكري”.

    المصدر :
  • الحرة