الثلاثاء 18 رمضان 1446 ﻫ - 18 مارس 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

دعوات أفريقية لحل دبلوماسي وسط تصاعد الصراع في الكونغو

سعى زعماء اليوم السبت، خلال أول قمة تجمع تكتلين في شرق وجنوب أفريقيا، إلى إيجاد حل للصراع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ودعوا جميع الأطراف إلى إجراء محادثات مباشرة بمشاركة متمردين مدعومين من رواندا،والذين أثار تقدمهم منذ يناير كانون الثاني مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا.

وسيطر متمردو حركة 23 مارس المتمردة في أواخر الشهر الماضي على جوما، أكبر مدينة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. ورغم إعلانهم وقف إطلاق النار من جانب واحد، واصلوا الزحف جنوبا نحو بوكافو.

وقال الرئيس الكيني وليام روتو في افتتاح القمة التي حضرها ثمانية رؤساء دول، منهم رئيس رواندا بول كاجامي، “علينا أن نقاوم إغراء الاعتقاد بأننا نستطيع بطريقة أو بأخرى اتخاذ إطلاق النار أو القصف سبيلا للتوصل إلى حل”. وحضر رئيس الكونجو فيليكس تشيسكيدي عن بعد عبر دائرة تلفزيونية.

ورفضت كينشاسا مرارا إجراء محادثات مباشرة مع حركة 23 مارس المتمردة. ولم يرد بعد وفد الكونجو على طلب للتعليق على بيان مشترك صدر عن القمة التي انعقدت في العاصمة التنزانية دار السلام.

وتشير أول قمة على الإطلاق لكل من التكتلين الشرقي والجنوبي في أفريقيا إلى القلق العميق في القارة إزاء هذه الأزمة والمواجهة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، التي تنفي مزاعم التورط بقواتها وأسلحتها في الصراع.

وقال خبراء ودبلوماسيون إن المجموعتين منقسمتان على نطاق واسع حتى الآن بشأن الصراع، في ظل ميل التكتل الشرقي إلى دعوة رواندا للحوار، في حين تدعم دول الجنوب الكونغو الديمقراطية وتشعر بالغضب بسبب مقتل أفراد من قوات حفظ السلام.

ودعا الزعماء في البيان المشترك إلى انسحاب “القوات المسلحة الأجنبية، التي دخلت دون مسوغ، من أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية”، مؤكدين التزامهم بحماية سيادتها.

كما اتفقوا على دمج عمليتي سلام حاليتين والنظر في جلب وسطاء إضافيين من أنحاء أخرى من القارة، وحثوا وزراء الدفاع في التكتلين على الاجتماع في غضون خمسة أيام “لتقديم التوجيه الفني بشأن وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط”.

وخلال الشهر الماضي وسعت حركة 23 مارس المتمردة سيطرتها على مناجم الكولتان والذهب وخام القصدير في إقليم كيفو الشمالي، مما أدى إلى تشريد الآلاف في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وساعدت جماعات الإغاثة في تخفيف العبء عن المستشفيات المكتظة في حين يسابق العاملون الزمن لدفن جثث ما لا يقل عن 2000قتيل في معركة جوما وسط مخاوف من انتشار الأمراض.

ويقول الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية إنه يراقب عن كثب ما يحدث من إراقة دماء، وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة فولكر تورك إن هناك تقارير عن اغتصاب واغتصاب جماعي واسترقاق جنسي.

وقبيل القمة، حذرت الولايات المتحدة من عقوبات محتملة ضد المسؤولين الراونديين والكونجوليين، مما يزيد من أهمية إيجاد حل للصراع الذي تعود جذوره إلى التداعيات الطويلة للإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 والصراع من أجل السيطرة على الموارد المعدنية في الكونجو الديمقراطية.

وحركة 23 مارس المتمردة المدربة والمسلحة بشكل احترافي هي الأحدث في قائمة طويلة من الحركات المتمردة، بقيادة عرقية التوتسي، التي ظهرت في شرق الكونغو الديمقراطية المضطرب. وتقول حكومة الكونغو إن الحركة تعمل بالوكالة لحساب رواندا، وهو ما تنفيه الجماعة المتمردة.

وتنفي رواندا الاتهامات بأن آلافا من جنودها يقاتلون إلى جانب الحركة المتمردة لكنها تقول إنها تتصرف دفاعا عن النفس في مواجهة تهديد ميليشيات يقودها أفراد من عرقية الهوتو والتي تقول رواندا إنهم يقاتلون مع الجيش الكونجولي.

    المصدر :
  • رويترز