وضعت عودة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، علاقاته مع زعماء العالم على مسار جديد، مع ما تحمله من تغييرات جوهرية في نهجه غير التقليدي للتعاطي مع ملفات وقضايا متشابكة أخرى.
حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، هنأوا الرئيس المنتخب ترامب، عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية، وذلك رغم “مخاوف عميقة” من الولاية الثانية لترامب، وتأثيرها على العلاقات عبر الأطلسي.
ترامب قال في مقابلة مع شبكة “إن بي سي” الإخبارية، الخميس، إنه تحدث مع نحو 70 من زعماء العالم الذين اتصلوا به لتهنئته بفوزه في الانتخابات، وأشار إلى أن محادثته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، كانت “جيدة جدا” وإنه لم يتحدث بعد مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
سهيل خان، مستشار سياسي جمهوري، قال لقناة “الحرة” إن المحادثات بين ترامب وزعماء العالم مهمة، والعالم يراقب ما تتمخض عنه هذه الاتصالات.
وأضاف أن الجميع يرغب بإنهاء النزاعات بما في ذلك الحرب في أوكرانيا سيما بعد أن كشف ترامب عن قلقه بشأن “الأنفاق الأميركي في أوكرانيا”.
وأوضح خان أن ترامب يدفع باتجاه تسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، مرجحا بدء المفاوضات لحل هذه الأزمة، ترافقها مشاورات مع حلفاء واشنطن في أوروبا.
كالفين دارك، عضو في الحزب الديمقراطي، استبعد من جهته أن يكون ترامب قادرا على إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشير إلى عدم وضوح ملامح سياسة ترامب الخارجية.
وأضاف دارك أن ترامب لن يكون متوازنا في تقييم الأوضاع والوقوف محايدا في التعامل مع الأزمات الدولية سيما الحرب في أوكرانيا بسبب علاقاته الوثيقة مع بوتين، على حساب زيلينسكي.
عودة ترامب إلى الرئاسة قد تؤدي ديناميكيات جديدة في العلاقة مع الحلفاء التقليديين والمنافسين الرئيسيين. سياسة تتطلب من الدول المتأثرة التكيف مع نهج صارم وغير تقليدي في وقت يشهد العالم فيه تغييرات متسارعة في المجالات الاقتصادية والسياسية.
وعرف ترامب خلال فترته الأولى بأسلوبه غير التقليدي في سياسته الخارجية واتخاذه قرارات مثيرة للجدل تتعلق بالتجارة، والاتفاقيات الدولية، والشراكات الأمنية.
ومن المتوقع أن يؤدي نهجه إلى تغييرات في علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها التقليديين، مثل دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك مع منافسيها الاستراتيجيين، مثل روسيا والصين.
من المرجح أن تشهد علاقات الولايات المتحدة مع حلفاءها في أوروبا تغييرات ملحوظة، إذ يطالب ترامب الدول الأوروبية بتقاسم أعباء الدفاع عن نفسها عبر زيادة الانفاق العسكري، وهذا أثار توترا في فترة رئاسته الأولى.
أما علاقة الولايات المتحدة مع الصين، فقد يعتمد ترامب سياسات صارمة تهدف إلى الحد من النفوذ الاقتصادي الصيني، وسط توقعات بأن يفرض ترامب تعريفات جمركية اضافية على البضائع الصينية، كما سيواصل الضغط على بكين بشأن قضايا حقوق الملكية الفكرية وأمن البيانات.
وفيما يخص روسيا، قد يسعى ترامب الى تحسين العلاقات عبر تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها في محاولة للحد من التحالف المتزايد بين موسكو وبكين. مع ذلك، فأن الأمر قد يؤدي إلى انتقادات داخلية ودولية، إذ ينظر إلى هذا التوجه على أنه قد يشجع روسيا على اتخاذ مواقف أكثر عدوانية في أوكرانيا والشرق الأوسط.