اتهم رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني (إم.آي 6) روسيا اليوم الجمعة بإطلاق “حملة متهورة للغاية” للتخريب في أوروبا بالإضافة إلى تكثيف تهديداتها النووية لتخويف دول أخرى وثنيها عن دعم أوكرانيا.
وقال ريتشارد مور رئيس الجهاز إن أي تراخ في دعم أوكرانيا أمام الغزو الروسي الشامل الذي بدأ منذ 2022 سيمنح الجرأة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفائه.
وذكر مور أن أوروبا وشركاءها على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي لا بد أن يصمدوا في مواجهة ما قال إنه عدوان متزايد، وذلك فيما يبدو أنها رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب وبعض الحلفاء الأوروبيين الذين يشككون في الدعم المتواصل لأوكرانيا في الحرب الضارية.
وقال مور في خطاب في باريس “كشفنا في الآونة الأخيرة حملة متهورة للغاية للتخريب الروسي في أوروبا، حتى مع لجوء بوتين ومساعديه إلى التهديد النووي لنشر الخوف من تبعات مساعدة أوكرانيا”.
وأضاف “تكلفة دعم أوكرانيا معلومة جيدا، لكن تكلفة عدم دعمها ستكون أعلى بشكل أكبر بكثير. إذا نجح بوتين، فستقيّم الصين التداعيات، وستكتسب كوريا الشمالية الجرأة وستصبح إيران أخطر”.
وقال مور في سبتمبر أيلول إن أجهزة المخابرات الروسية أصبحت “جامحة بعض الشيء” في أحدث تحذير من حلف شمال الأطلسي ومن رؤساء آخرين لأجهزة مخابرات غربية مما يصفونها بأنها أفعال روسية عدائية تتنوع من هجمات متكررة عبر الإنترنت إلى إحراق ممتلكات عمدا.
وتنفي موسكو مسؤوليتها عن جميع الحوادث على هذا النحو. ولم ترد السفارة الروسية في لندن بعد على طلب من رويترز للتعليق على تصريحات مور.
وقال رئيس جهاز المخابرات الداخلية (إم.آي 5) في بريطانيا الشهر الماضي إن جهاز المخابرات العسكرية الروسي يسعى إلى إحداث “فوضى”. وقالت مصادر مطلعة على معلومات مخابراتية أمريكية لرويترز إن موسكو على الأرجح ستكثف حملتها على أهداف أوروبية لزيادة الضغط على الغرب بسبب دعمه لكييف.
* انتظار رئاسة ترامب
ركز مور في معظم حديثه على أهمية تضامن الغرب، قائلا إن القوة الجماعية لحلفاء بريطانيا ستفوق بوتين الذي ذكر مور أن ديونه للصين وكوريا الشمالية وإيران تتزايد.
وعبر ترامب وجمهوريون آخرون في الولايات المتحدة عن تحفظاتهم بشأن دعم واشنطن الاستراتيجي القوي وإمداداتها بالأسلحة الثقيلة لكييف. وتعهد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعا، إلا أنه لم يوضح الكيفية.
وقال مور “إذا سُمح لبوتين بالنجاح في تحويل أوكرانيا إلى دولة تابعة لها، فلن يتوقف عند ذلك. سيتعرض أمننا للخطر في بريطانيا وفرنسا وأوروبا والجانب الآخر من المحيط الأطلسي”.
وأضاف مور أن العالم يشهد بصورة عامة أخطر أوضاعه خلال 37 عاما من عمله في المخابرات، إذ يعود تنظيم الدولة الإسلامية إلى الظهور وتظل طموحات إيران النووية تهديدا متواصلا، بالإضافة إلى عدم التيقن بشكل تام حتى الآن من الأثر المترتب على هجمات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول على إسرائيل على صعيد النزعة للتطرف.
وقال نيكولا ليرنر رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية إن المخابرات الفرنسية والبريطانية تعملان جنبا إلى جنب “لمواجهة ما يمثل دون شك أحد أكثر التهديدات خطورة، ما لم يكن الأخطر على الإطلاق، في الشهور المقبلة وهو الانتشار النووي الإيراني المحتمل”. ودأبت طهران على نفي سعيها إلى تصنيع أسلحة نووية.