من القصف على غزة
يرزح قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، تحت وابل الغارات الإسرائيلية العنيفة جوًا وبحرًا، إثر المواجهات التي اشتعلت بين “حماس” وقوات الاحتلال منذ السبت الماضي، بعد هجوم مباغت شنته كتائب القسام، على غلاف غزة والمستوطنات المحيطة بالقطاع.
فقد قصفت البحرية الإسرائيلية، اليوم الخميس، مخيم الشاطئ غربي غزة، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي الفلسطيني.
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن هجومًا واسع النطاق على العديد من مراكز حماس في القطاع.
كما أكد جيش الاحتلال مقتل قيادي رفيع المستوى في حماس، مسؤول عن الوحدات البحرية في الحركة، وهو محمد أبو شمالة، وقال عبر “تليغرام” إنّ قواته “هاجمت وحدة النخبة التابعة لحماس، ومراكز القيادة حيث تم التخطيط للهجوم على الأراضي الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر”.
صواريخ على تل أبيب
في المقابل، أعلنت حماس إطلاق صواريخ على تل أبيب ردًا على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدنيين في مخيمين للاجئين في غزة.
وأفادت كتائب عز الدين القسام في بيان نشر على موقعها بأنها “قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردًا على استهداف المدنيين” في مخيمي الشاطئ وجباليا”.
فقد كشفت وسائل إعلام تابعة لحماس اليوم الخميس بأنّ 15 فلسطينيًا استشهدوا في مخيم للاجئين في غزة في ضربة جوية إسرائيلية.
وقال فلسطينيون إنّ الضربة الجوية هي الثالثة خلال الساعات القليلة الماضية على المباني السكنية في أنحاء القطاع، وأضافوا أنّ السكان لم يتلقوا أي تحذير من الأمن الإسرائيلي قبل قصف منازلهم.
انتشار الأوبئة
يأتي هذا التصعيد الميداني بينما حذر الهلال الأحمر الفلسطيني أنه “إذا استمر منع إدخال الوقود إلى القطاع فستتوقف الخدمات الإسعافية خلال 4 أيام”، في وقت يرتفع عدد المصابين والقتلى بشكل يومي في غزة.
بدورها، نبهت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة بأن “قطاع غزة قد يشهد انتشارًا للأوبئة وكارثة بيئية تمتد إلى خارجه بسبب ما يشهده من أحداث دامية”.
كما أكدت أن السلطات الإسرائيلية ترفض دخول أطباء من الضفة الغربية أو مصر إلى غزة للمساعدة في إنقاذ الجرحى.
وذكرت في تصريحات لإذاعة “صوت فلسطين” أن أكثر من 50 من أفراد الطواقم الطبية لقوا حتفهم في القصف الإسرائيلي منذ بدء الهجمات المكثفة مطلع الأسبوع الحالي.
اقتحام جنين
أما في الضفة الغربية، فقد أفيد بأن قوات إسرائيلية اقتحمت مدينة جنين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية اليوم.
فيما استهدفت “كتيبة جنين” تلك القوات “بدفعات كثيفة ومتتالية من الرصاص”، حسب المركز الفلسطيني للإعلام.
ولاحقاً انسحبت القوات الإسرائيلية من المدينة.
يشار إلى أن إسرائيل أطبقت منذ السبت الماضي، حصارًا على قطاع غزة المكتظ بالسكان، مغلقة كافة المعابر، ومنعت دخول المساعدات الإنسانية والسلع، كما قطعت الكهرباء والمياه.
وتوعدت رئاسة حكومة الاحتلال بـ”مسح حركة حماس واقتلاعها من غزة”، إثر الهجوم المفاجئ الذي أطلقته السبت الماضي.
بينما ارتفعت أعداد الشهداء في القطاع إلى 1200، و5600 جريح، وسط تناقص الأدوية والمخزون الطبي في المستشفيات.
أما في الجانب الإسرائيلي، فبلغ عدد القتلى 1300، بينهم 220 ضابطًا وجنديًا.
في حين أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ارتفاع عدد النازحين في غزة منذ بدء القتال إلى 340 ألفًا، بينهم نحو 220 ألفًا يحتمون في المدارس.
وشددت تمارا الرفاعي، متحدثة باسم الوكالة في اتصال مع “العربية/الحدث” على ضرورة تمكين المنظمات الإنسانية من الدخول إلى القطاع المكتظ بالسكان.