الأحد 26 ذو الحجة 1446 ﻫ - 22 يونيو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

على وقع المعارك في أوكرانيا.. ممَّ يتخوّف الشباب الروس هذا الشهر؟

الأسوشييتد برس
A A A
طباعة المقال

فيما تتعثّر القوات الروسية وتتلقّى خسائر فادحة في أوكرانيا، إنّ مئات الشباب الروس في سن التجنيد الاجباري قلقون من احتمال ان ترسلهم السلطات الى النزاع الدموي. وما يعزّز هذه المخاوف ويزيدها حدّةً بشكل خاص، هو قرب موعد التجنيد السنوي الذي يحصل في الربيع، ويبدأ الجمعة لتجميع ١٣٤ ألفا و٥٠٠ رجل لأداء مهام عسكرية مدة عام.

وزير الدفاع الروسي تعهّد، خلال اجتماع عسكري هذا الأسبوع، أنّ المجنَّدين الجدد لن يُرسَلوا الى الخطوط الأمامية، والنقاط الساخنة. غير أن التصريح الحكومي قوبل بتشكيك من قبل العديد من الروس الذين تذكّروا حروب الانفصاليين في جمهورية الشيشان الجنوبية في التسعينات وأوائل الألفية، عندما قُتل الآلاف من الشباب الروس غير المدرَّبين.

“لا أثق بهم عندما يقولون انهم لن يرسلوا المجندين الى الحرب. يكذبون طوال الوقت”، يقول فلاديسلاف البالغ من العمر ٢٢ سنة، والذي يتابع تحصيله الدراسي ويتخوف من مواجهة الدعوة الى التجنيد مباشرة بعد التخرّج.

كل الرجال الروس الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨ و ٢٧ سنة، يجب أن يخدموا سنة واحدة في العسكرية، لكنّ عددًا واسعا يتجنب الخدمة الاجبارية لأسباب صحية او تعليمية.و عدد الرجال الذين يتجنبون الخدمة الاجبارية كبير في العاصمة موسكو ومدن كبيرة أخرى.

على الرغم من ان فلاديمر بوتن ومسؤولين سياسيين يقولون إنّ المجندين غير معنيين بما تصفه السلطات الروسية” العمليات العسكرية الخاصة في أوكرانيا”، ظهر العديد منهم كرهائن في الايام الاولى من الحرب. وقد ظهر بعضهم في مقاطع فيديو لأسرى روس في اوكرانيا، وهم يناشدون أهاليهم وذويهم.

وقالت والدة أحد الأسرى انها تعرفت الى ابنها البالغ من العمر ٢٠ سنة خلال مقطع فيديو رغم انه كان معصوب العينين.”لقد تعرفت اليه من شفتيه وذقنه”. تقول الولدة.

وقبل بدء الغزو ،كان هناك مزاعم بأن بعض مجنّدي الخدمة الاجبارية قد أُجبروا على توقيع عقود عسكرية تسمح لهم بالذهاب الى القتال في اوكرانيا، وهذه مهمة توكل فقط الى المتطوعين في الجيش. كما لفت بعض الاسرى الجنود الى ان رؤساءهم قالوا لهم انهم كانوا ذاهبين الى خوض تمارين عسكرية، الا انهم وجدوا أنفسهم يقاتلون في أوكرانيا.

“سفيتلانا أغابيتوفا”، من لجنة حقوق الانسان في سان بطرسبرغ، كشفت الأربعاء أن أقارب سبعة جنود راسلوها لإيصال شكاوى بأن الرجال قد أُجبروا على توقيع عقود عسكرية، وأرسلوا الى اوكرانيا بالإكراه وعكس رغبتهم، مشيرة الى أن اثنين منهم قد أُعيدا الى روسيا.

في السنوات الأخيرة، عمد الكرملين الى زيادة عديد المتطوعين العسكريين في حين كان يسعى الى تطوير الجيش. القوة العسكرية المؤلفة من مليون جندي، لديها اكثر من ٤٠٠ الف عقد تطوع، من بينهم ١٤٧ ألف جند مشاة. وفي حال طال أمد الحرب، قد لا تكون هذه الأعداد كافية لإنجاز العمليات العسكرية.

ديمتري، شاب روسي يبلغ ٢٥ عاما، حصل على تأجيل من الخدمة الاجبارية لأسباب صحية. لكنه متوتر،على غرار كثيرين، متخوفًا من احتمال ان تتجاهل السلطات هذه التأجيلات لتعزيز الجيش.

” أكره الحرب. أعتقد أنها كارثة مطلقة” يقول ديمتري. ” أخاف ان تغير الحكومة القواعد، فأجبر على الالتحاق بالخدمة العسكرية. كانوا يقولون لشهور إنهم لن يغزوا اوكرانيا، فلماذا عليّ ان اثق بكلامهم حول الخدمة الاجبارية الآن؟”.