دعا مؤسس حزب إنصاف ورئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان من محبسه، أنصاره بعدم مغادرة الميدان حتى تحقيق مطالبهم.
وفي رسالة انتشرت على حسابه الرسمي في منصة إكس، طالب عمران خان أنصاره بالاستمرار في الاحتجاج السلمي وعدم مغادرة الشارع حتى يتم تحقيق مطالبهم، داعيا أنصاره “للّعب حتى آخر كرة”.
كما وجه خان دعوته للباكستانيين عامة وأنصاره خاصة الذين لم ينضموا للمظاهرات بالتوجه إلى “دي تشوك” حيث قرر حزبه الاستمرار في المظاهرات حتى إطلاق سراحه.
وقال خان موجها كلامه لخصومه الذين يهددون بمحاكمته عسكريا، إنه لن يتراجع عن موقفه، كما أدان استخدام السلطات للقوة في تفريق المتظاهرين وإطلاق النار عليهم.
وفي أبرز التطورات الثلاثاء، قالت صحيفة “دون” الباكستانية ووسائل إعلام أخرى، إن قوات “رينجرز” شبه العسكرية قد بدأت اعتقالات في صفوف المتظاهرين، كما أجبرت متظاهري حزب إنصاف على التراجع من منطقة “دي تشوك” بعد إطلاق مكثف للقنابل المسيلة للدموع.
من جهته، قال رانا ثناء الله مستشار رئيس الوزراء إن شهباز شريف سيقرر إجراء مفاوضات مع حزب إنصاف، مشيرا إلى رفض عمران خان التفاوض مع الحكومة.
وقد دخل الآلاف من أنصار وعمال حزب إنصاف الباكستاني العاصمة إسلام آباد -الثلاثاء- بعد يومين من انطلاق مظاهرات تحت شعار “افعل أو مُت” التي دعا لها عمران خان من محبسه في “النداء الأخير”، والتي تحولت إلى أعمال عنف وشغب واشتباكات بين أنصار الحزب وقوات الأمن.
ووفقا لمراسل الجزيرة نت في إسلام آباد، فقد شهدت مناطق واسعة من العاصمة الباكستانية إغلاقا بحاويات الشحن، في الوقت الذي يحاول فيه المتظاهرون الوصول إلى منطقة “دي تشوك” على تخوم المنطقة الحمراء التي تضم مقرات حكومية بما في ذلك القصر الرئاسي ومقر رئاسة الوزراء والجمعية الوطنية (البرلمان).
مواجهات
وفي محاولة من قوات الأمن لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المنطقة، أطلقت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، كما استخدمت عددا من الطلقات المطاطية والرصاص الحي.
ووفقا لشهود عيان، فإن العشرات من المتظاهرين أصيبوا بحالات الإغماء نتيجة الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى إصابات بالطلقات المطاطية.
ويقول محمد منيب -أحد المتظاهرين القادمين من بيشاور شمال غرب باكستان- إنه شاهد 5 من المتظاهرين أصيبوا بعد أن أُطلقت عليهم النار.
وأضاف للجزيرة نت أنه جاء من بيشاور إلى إسلام آباد قبل 6 أيام استجابة لنداء عمران خان، وأنه لا يزال “يعاني” بهدف الوصول إلى دي تشوك، على حد وصفه.
ويقول منيب إنهم لن يذهبوا لأي مكان غير دي تشوك ولن يغادروا المكان حتى يتم إطلاق سراح زعيمهم عمران خان.
وشهدت إسلام آباد انتشارا واسعا لقوات الأمن بما في ذلك قوات شبه عسكرية منذ مساء السبت الماضي عشية انطلاق احتجاجات حزب إنصاف، كما انتشرت قوات في مدن أخرى وبشكل خاص في إقليم البنجاب شرقي باكستان.
وصباح الثلاثاء، قُتل 4 من القوات شبه العسكرية إضافة إلى ضابطي شرطة نتيجة صدمهم بسيارة قالت الحكومة إنها لعمال حزب إنصاف، وهو ما زاد من تعقيد الموقف. في حين نفى الحزب تورطه في الحادثة.
ونتيجة لذلك، أمرت الحكومة بنشر قوات من الجيش، ووفقا لإشعار وزارة الداخلية الباكستانية فإن الجيش له صلاحية فرض حظر التجول إذا دعت الحالة الأمنية لذلك.
من جانبه، قال رئيس الوزراء شهباز شريف إن “باكستان لا تستطيع تحمل الفوضى وإراقة الدماء لتحقيق أغراض سياسية خاصة”، مدينا أعمال العنف التي شهدتها البلاد.