صور من تشيع الشهداء في قطاع غزة
على وقع التطبيل والتأيد الغربي لإسرائيل، دخلت الحرب يومها السابع وسط دمار كبير وقصف مستمر دون توقف مع ارتفاع عدد القتلى والجرحى، بينما فرض الاحتلال الحصار الشامل ما ساعد في تدهور الأوضاع الصحية بشكل لا مثيل له، مع تعطل خدمات الإنترنت والاتصالات والمياه على نطاق واسع.
هذا ولم تعد ثلاجات مستشفى الشفاء في قطاع غزة تتسع لجثامين الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية.
فقد تكدست الأكياس البيضاء الملطخة بالدماء على الرصيف خارج مبنى الإدارة العامة للطب الشرعي وفي الشاحنات بانتظار دفنها.
وتعذر نقل الجثامين للمساجد للصلاة عليها ودفنها بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة، وهي جثامين يعود بعضها لعائلات بأكملها، الأمر الذي حال دون وجود شخص لتسلمها تمهيداً لدفنها.
فيما دوّن على كل كيس اسم الميت أو العائلة التي ينتمي إليها، وأحياناً الحي أو المنطقة التي قتل فيها.
أما بعض أحجام الأكياس فتدل على أن أصحابها أطفال، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
واكتظت أروقة مستشفى الشفاء الرئيسي في مدينة غزة بالجرحى ومئات من الفلسطينيين برفقة أقاربهم أو من جاؤوا لتفقد أقارب وأحباء.
فأمام بوابة ثلاجة الموتى، كان العشرات يبكون، وآخرون يحاولون مواساتهم.
أما داخل غرفة الثلاجة، فلُفّت عشرات الجثث بأكفان ووضعت على الأرض بعد أن امتلأت الثلاجة بالجثث.
يأتي ذلك، فيما يبحث مئات الفلسطينيين بين ركام عمارات سكنية دمرتها إسرائيل في غرب مدينة غزة، عن بقايا وجثث أحبائهم.
فيما روى مواطن فلسطيني يدعى جمال المصري مصدوماً كيف قصفت إسرائيل الحي الذي يسكنه.
وقال “كنا نائمين. فجأة، أصبح الحي بأكمله تحت القصف.. دمر منزلي ومنزل أخي وأهلي وعدد من الجيران… تدمّرت بالكامل”.
وتابع وهو ينظر حوله بذهول “خرجت من بيتي، الجميع أصيب. هناك أشلاء، وجثث أبنائي وأطفالهم”.
كما ردّد الرجل المكلوم قائلا “الجميع مات”.
لكنه أكد أن الفلسطينيين سيبقون صامدين في أرضهم. وقال “سنبقى صامدين ولن نخرج من غزة. هذا قدرنا”، وفق ما نقلت فرانس برس.
وكانت مناطق واسعة من قطاع غزة غرقت في الظلام بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد الوقود منذ الأربعاء.
يذكر أن الصراع تفجر منذ السبت الماضي، بعدما شن مقاتلون من حماس هجوما مباغتا وتسللوا نحو مستوطنات إسرائيلية برا وبحرا وجوا.
فيما توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”سحق” حركة حماس.