في الخامس من نوفمبر لن يتوجه الأميركيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد وحسب، ففي اليوم نفسه سيجري كذلك انتخاب 469 عضوا للكونغرس بمجلسيه؛ الشيوخ والنواب.
ورغم أن الحديث يتركز على السباق إلى البيت الأبيض، لا يقل التنافس على مقاعد الكونغرس أهمية.
وبينما تنحسر المنافسة على الرئاسة بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، يحتدم الصراع بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي على الفوز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات هذا العام، للسيطرة على الكونغرس في نسخته رقم 119 منذ إحداثه.
وينتخب الأميركيون هذا العام مرشحين لشغل 34 مقعدا من أصل 100 من مقاعد مجلس الشيوخ، بينما يجري التصويت لانتخاب مجلس نواب جديد بالكامل.
وتتوزع مقاعد مجلس الشيوخ التي يجري التصويت عليها هذا العام بين 11 يشغلها الجمهوريون، و19 مقعدا للديموقراطيين، وأربعة مقاعد يحتلها مستقلون يتحدون مع الديموقراطيين.
فيما يصوت الأميركيون لانتخاب 435 مرشحا لشغل مقاعد مجلس النواب.
من يسيطر على الكونغرس القادم؟
لا ينفرد أي فريق بالسيطرة على الكونغرس الأميركي بمجلسيه، في الوقت الحالي. إذ يسيطر الجمهوريون على مجلس النواب، لكن بفارق ضئيل، فيما يتشارك الديموقراطيون مع المستقلين قيادة مجلس الشيوخ.
ويتفوق الجمهوريون في مجلس النواب على الديموقراطيين بفارق ضئيل هو الأصغر في تاريخ المجلس. فمن أصل 220 مقعدا، يسيطر الحزب الديموقراطي على 212، مع وجود ثلاثة مقاعد شاغرة.
ويأمل الديموقراطيون في الخامس من نوفمبر في استعادة السيطرة على مجلس النواب، خاصة بعد تحقيق نتائج أفضل مما كان متوقعا في انتخابات التجديد النصفي للمجلس عام 2022.
فعادة ما تعني انتخابات التجديد النصفي خسائر كبيرة لحزب الرئيس، وبخاصة إذا كان أداء الاقتصاد سيئا.
لكن الديموقراطيين احتفظوا في الانتخابات الأخيرة بخسائرهم عند سبعة مقاعد فقط.
كما بعث انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي بقدر من التفاؤل لدى كثير من الديموقراطيين الطامحين إلى تحقيق مكاسب أكبر هذا العام على مستوى مقاعد مجلس النواب.
رغم ذلك، وفي الوقت الذي تُظهر استطلاعات الرأي تقاربا كبيرا بين المرشحين على الرئاسة، من غير المعلوم أي الحزبين سيكون قادرا على الفوز بأغلبية مجلس النواب.
فكما هو الحال في الانتخابات الرئاسية، أغلب الولايات محسومة، عدا المتأرجحة منها. وفي الانتخابات التشريعية أيضا، أغلب الدوائر الانتخابية تميل لحزب بعينه، عدا 10 في المئة منها فقط يشتد فيها التنافس بين المرشحين.
ولا تختلف الأمور كثيرا في مجلس الشيوخ، إذ يجري التصويت على ثلث مقاعده في نوفمبر.
وبحسب مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث مستقل وغير حزبي، فإن الانتخابات على مقاعد مجلس الشيوخ تنصب في صالح الجمهوريين
إذ يدافع الديمقراطيون والمستقلون، في انتخابات الخامس من نوفمبر، عن 23 مقعدًا بمجلس الشيوخ، بينما يسعى الجمهوريون للاحتفاظ بـ11 مقعدًا فقط. وكل هذه المقاعد في ولايات فاز بها دونالد ترامب في عام 2020.
أهمية النواب والشيوخ
يشكل حجم الأغلبية في مجلس النواب والشيوخ أهمية كبيرة، فالأغلبية الصغيرة غير مريحة لإدارة البيت الأبيض، خاصة مع احتمالية انشقاق بعض الأعضاء.
وانفراد حزب بعينه بالأغلبية في كلا المجلسين مطلوب، فالكونغرس المنقسم بين الحزبين يواجه صعوبات كبيرة في القيام بمهامه التشريعية، ما ينعكس على السياسة الخارجية الأميركية.
ورغم تمتع الرئيس الأميركي بقدر كبير من الحرية في التحرك والتعامل مع القضايا الدولية، لكن لا يمكنه صنع السياسة الخارجية للبلاد. ويعاني الرئيس مع الكونغرس إن كان منقسما. ويعتبر سعي الرئيس بايدن لإقناع الكونغرس بإرسال المزيد من المساعدات لأوكرانيا مثال على ذلك.
كما قد يواجه الرئيس تحديات كبيرة، حال سيطر الحزب المعارض على مجلس الشيوخ، ما قد يعوق مهام رئاسية رئيسية مثل تشكيل فريق إدارته وتوظيف المناصب العليا الأخرى.