تعتبر مدينة كوباني (عين العرب) إحدى أبرز المدن السورية التي شهدت تحولات كبيرة في تاريخها الحديث، حيث أصبحت محط أنظار العالم بعد الأحداث الدموية التي مرّت بها خلال الحرب التي فرضها نظام الأسد المخلوع في سوريا ضد معارضيه، وبرزت المدينة خاصة في مواجهة تنظيم داعش.
ومع موقعها الجغرافي الاستراتيجي على الحدود مع تركيا، لعبت كوباني دورًا محوريًا في الصراع الدائر في المنطقة. ورغم محاولات السيطرة الإقليمية والتحديات التي تواجهها، لا تزال المدينة تحمل رمزية كبيرة بالنسبة للشعب الكردي وتاريخ المنطقة. في هذا التقرير، نستعرض أبرز الجوانب المتعلقة بتاريخ المدينة، سكانها، والأحداث البارزة التي شكلت مصيرها.
الموقع الجغرافي: تعد مدينة كوباني إحدى المدن السورية الواقعة في الشمال الشرقي للبلاد، وتبعد حوالي 130 كيلومترًا شمال شرق حلب. تتمتع بموقع استراتيجي بالقرب من الحدود التركية، كما يبعد عنها نهر الفرات حوالي 30 كيلومترًا إلى الغرب.
التسمية: تعرف المدينة في اللغة العربية باسم “عين العرب”، بينما تُعرف في اللغة الكردية باسم “كوباني”.
التاريخ والتأسيس: تأسست كوباني في أوائل القرن العشرين، واستقرت فيها عائلات أرمنية مهجرة عام 1915، إلى جانب الأكراد القادمين من المناطق المجاورة.
السكان: وفقًا لإحصاء عام 2004، بلغ عدد سكان المدينة حوالي 45 ألف نسمة، غالبيتهم من الأكراد مع وجود أقليات من العرب والتركمان والأرمن.
الأحداث البارزة: شهدت مدينة كوباني معارك شرسة خلال السنوات الأخيرة. ففي عام 2014، تعرضت المدينة للحصار من قبل تنظيم داعش، مما أدى إلى معركة طويلة انتهت بتدخل التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية، مما ساهم في فك الحصار جزئياً في أكتوبر 2014. وفي يناير 2015، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد تنظيم داعش بشكل كامل من المدينة. رغم ذلك، عادت داعش للهجوم في يونيو 2015، مما أسفر عن مجازر مروعة في المنطقة.
الوضع الحالي: اليوم، تُعد كوباني جزءًا من إقليم الفرات الذي يتبع الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا. وعلى الرغم من تحرير المدينة من داعش، فإن هناك محاولات تركية مستمرة لفرض سيطرتها عليها، مما يهدد استقرار المدينة والمنطقة بشكل عام.