سيطرت فصائل المعارضة السورية، اليوم السبت، على أحياء حلب بشكل شبه كامل، مع انسحاب كامل لقوات النظام السوري من المدينة، وغياب تام للقوات السورية في عدد كبير من أحياء حلب.
وقبلها، كانت حكومة النظام السوري أغلقت مطار حلب الدولي وألغت جميع الرحلات الجوية لإشعار آخر، وكذلك أغلقت الطرق المؤدية لحلب.
فيما أشارت مصادر عسكرية أخرى لـ”رويترز” أن دمشق تلقت وعدا بمساعدات عسكرية روسية إضافية، وأن الحكومة تتوقع وصول معدات وعتاد عسكري روسي لقاعدة حميميم خلال 72 ساعة.
يذكر أنه خلال 12 عاما شهدت حلب دخولا وخروجا لفصائل المعارضة على أحيائها.
مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا من حيث عدد السكان والأهمية الاقتصادية، تمثل إحدى النقاط الأكثر استراتيجية في النزاع السوري الممتد منذ عام 2011. يشكل الموقع الجغرافي والتاريخ الاقتصادي والسياسي لحلب محط أنظار كلا الطرفين: النظام السوري وفصائل المعارضة. في هذا التقرير، سنستعرض الأهمية الحيوية للمدينة لكل منهما.
1. أهمية حلب للنظام السوري
حلب تعتبر بالنسبة للنظام السوري رمزية وعملية في آن واحد. فهي تعد قلبًا صناعيًا وتجاريًا في سوريا، حيث كانت في السابق مركزًا مهمًا للصناعة والتجارة قبل اندلاع الصراع. سيطرة النظام السوري على المدينة تعني السيطرة على غالبية سلاسل الإمداد الحيوية، بما في ذلك الطرق الرئيسية التي تربط مختلف المناطق في الشمال السوري بمناطق النظام في الوسط والجنوب.
الجغرافيا والاقتصاد
حلب كانت بمثابة بوابة اقتصادية كبيرة، حيث تقع في موقع يربط بين مناطق الشرق الأوسط وتركيا. كما تحتوي على موارد اقتصادية هامة، بما في ذلك صناعة النسيج والمعادن والمشاريع التجارية التي كانت تمثل مكونًا رئيسيًا للاقتصاد السوري. السيطرة على حلب تسمح للنظام بالوصول إلى هذه الموارد، التي تُعد ذات أهمية كبيرة لإعادة إعمار البلاد في المستقبل.
الدور العسكري والاستراتيجي
سيطرة النظام على حلب تعني فرض سيطرة على الطرق البرية الرئيسية المؤدية إلى تركيا ومنطقة إدلب. إلى جانب ذلك، تتمتع المدينة بأهمية استراتيجية في إطار حرب النظام ضد فصائل المعارضة في شمال غرب سوريا. تعتبر حلب نقطة ربط مهمة بين المحافظات الساحلية حيث توجد القواعد العسكرية الاستراتيجية للنظام، وبين المناطق الداخلية التي تقع تحت سيطرته.
2. أهمية حلب للمعارضة السورية
من جهة أخرى، تمثل حلب أهمية خاصة لفصائل المعارضة السورية. السيطرة على المدينة تُعتبر رمزًا للنضال في مواجهة النظام السوري، وخاصة أنها كانت المدينة التي شهدت أشرس المعارك بين المعارضة والنظام. استعادة المعارضة للمدينة تعني تقويض سيطرة النظام على الشمال السوري وتقوية موقفها في المفاوضات السياسية.
التواجد العسكري
تُعد حلب مركزًا حيويًا بالنسبة لفصائل المعارضة المسلحة التي تتخذ من الريف المحيط بها معاقل لها. السيطرة على حلب تعني تعزيز قدرتهم على التحكم في خطوط الإمداد ومنع النظام من تنفيذ هجمات على مناطق المعارضة الأخرى في الشمال. كما أن المدينة تشكل نقطة انطلاق لعمليات المعارضة نحو مناطق أخرى مثل إدلب وريف حماة.
الدعم الدولي واللوجستي
منطقة حلب تحظى بدعم من بعض الدول الغربية والعديد من الأطراف الإقليمية المناوئة للنظام، بما في ذلك تركيا. السيطرة على حلب تفتح الباب أمام تدفق المساعدات الإنسانية والعسكرية التي قد تساعد المعارضة في التصدي للهجمات من قبل النظام أو تنظيمات أخرى.
3. التحديات والتهديدات
بالنسبة للنظام السوري
في حال فقدان النظام لحلب، سيتعرض إلى خطر فقدان إحدى الركائز الاقتصادية والعسكرية التي يعتمد عليها في استقرار السلطة. كما ستتأثر قدرته على استعادة الأراضي المفقودة في شمال غرب سوريا، ما قد يؤدي إلى تصاعد المقاومة في المناطق المحيطة.
بالنسبة للمعارضة السورية
من جهة المعارضة، تعتبر حلب تحديًا كبيرًا من حيث التكلفة البشرية والمادية، نظرًا للقتال العنيف والدمار الكبير الذي شهده المدينة. إلا أن السيطرة عليها تمثل خطوة استراتيجية نحو توحيد المعارضة في شمال سوريا، وكذلك رفع معنويات الفصائل العسكرية.
وأطلقت فصائل عسكرية، الأربعاء 27 نوفمبر الجاري، عملية “ردع العدوان”، ضمن مساعي تأمين المنطقة وتعزيز السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري.
واقرأ أيضا:
واقرأ أيضا:
رويترز: مقاتلات روسية وسورية تشن غارات على مواقع المعارضة في حلب