الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 3 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ليبرمان ينتقد نتنياهو: يعتزم إعفاء الحريديم من التجنيد رغم خسائر الجيش!

انتقد رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعتزم تمرير قانون يعفي اليهود الحريديم (المتشددين) من الخدمة العسكرية، “في وقت يدفع فيه الجنود أثمانا باهظة في المعارك الدائرة بغزة ولبنان كل يوم”.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مع ليبرمان، الأحد، على خلفية تهديدات الحزبين الدينيين بالحكومة “شاس” و”يهدوت هتوراه”، بالتصويت ضد ميزانية إسرائيل إذا لم يتم المضي قدما في قانون الإعفاء من التجنيد.

وقال ليبرمان، وفق ما نقلته الصحيفة: “هذه الحكومة مصممة ببساطة على إقرار قانون التهرب من التجنيد، وهذا على خلفية نفس المعارك ونفس التضحيات ونفس الأثمان الباهظة التي يدفعها جنودنا كل يوم”.

وانتقد ليبرمان، أيضا الجيش قائلا: “يتصرف حاليا بشكل مخالف للقانون، ويرسل أوامر التجنيد الإجباري لعدد صغير من اليهود الحريديم”.

ليبرمان، الذي شغل سابقا عدة مناصب بينها وزير الدفاع والمالية، تابع قوله: “نعلم أن القوات المقاتلة بالجيش الإسرائيلي صغيرة ويجب أن نزيدها، عبر تجنيد الجميع، ولا يجب أن يحصل أحد على إعفاء، يجب على الجميع أداء الخدمة العسكرية”.

وأردف: “لقد تعهد نتنياهو لرؤساء حزبي شاس، ويهودية التوراة، بتمرير قانون التهرب من التجنيد هذا الشهر، في الوقت نفسه قامت الحكومة بزيادة سن التقاعد لجنود الاحتياط بمقدار عام ومددت الخدمة النظامية بأربعة أشهر”.

وقال ليبرمان، إن نسبة استجابة اليهود الحريديم لـ”3 آلاف أمر تجنيد وصلتهم خلال الأشهر الأخيرة بلغت 4 بالمئة فقط، وذلك بسبب جرأتهم وإحساسهم بالقوة والقدرة (…) هذا جنون، وانتهاك لوحدة الشعب”.

وأشار إلى أن “الجنود من (تيار) الصهيونية الدينية يقاتلون ويدفعون ثمنًا باهظًا، نرى أنه من الممكن الجمع بين دراسة التوراة والخدمة العسكرية وخدمة الاحتياط، فلا يوجد سبب لأن يكون أي شيء استثنائيا هنا، ولا يوجد سبب لتميزهم (الحريديم)”.

ولفت ليبرمان، إلى أنهم فقدوا “ما يقرب من 800 جندي في المعارك (منذ 7 أكتوبر 2023)، ولدينا ما يقرب من 11 ألف جريح”.

وكان وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف (يهدوت هتوراه)، طالب سكرتارية الحكومة بـ”تأجيل التصويت على الميزانية المقرر، الخميس”.

جاء ذلك في إطار احتجاج “الحريديم” في الحكومة على عدم إقرار قانون الإعفاء من التجنيد، وفق “يديعوت أحرونوت”.

وردا على ذلك، كتب وزير المالية “بتسلئيل سموتريتش” زعيم حزب “الصهيونية الدينية” في تدوينة على حسابه بمنصة “إكس”، إن “هذا لن يحدث”.

وبعد دقائق، قال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه إن “الموازنة العامة للدولة يجب أن يتم إقرارها في موعدها”.

وفي 29 يوليو/ تموز الماضي، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر استدعاء لألف من أفراد “الحريديم”، في خطوة تهدف إلى تعزيز صفوف الجيش.

وكان من المفترض أن يتم في المرحلة الأولى خلال عام 2024، تجنيد 3 آلاف شاب من الحريديم، مع وجود مخطط لتجنيد 4 آلاف و800 في كل من 2025 و2026، لكن أعدادا قليلة جدا منهم استجابت لأوامر التجنيد.

فيما قررت المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في إسرائيل)، في 25 يونيو/ حزيران الماضي، إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.

ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين يُنظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية للحريديم، بالدعوة إلى “رفض التجنيد وتمزيق أوامر الاستدعاء”.

ويشكل الحريديم نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون بالجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة، ويعتبرون أن الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.

وحاليا، يتمكن الحريديم عند بلوغ 18 عاما (سن الالتحاق بالخدمة في إسرائيل) من تجنب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عاما حاليا).

وتقول المعارضة الإسرائيلية إن نتنياهو وعد حزبي “شاس” و”يهدوت هتوراه” بإقرار قانون يعفي الحريديم من الخدمة العسكرية ولذلك للحيلولة دون انسحابهم من حكومته وتفكيكها.

    المصدر :
  • الأناضول