يرى خبراء أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة بشأن سوريا تحمل الكثير من الدلالات في الوقت الحالي، بعد انتشار تكهُنات غربية بهزيمة روسيا في سوريا وتراجع نفوذها في المنطقة العربية.
وكان بوتين سلط الضوء على تساؤلات عديدة بشأن التطورات في سوريا ، وقال إن ما يحدث فيها ليس هزيمة لروسيا، وإن موسكو ذهبت إلى سوريا قبل 10 سنوات، حتى لا ينشأ هناك “جيب إرهابي” وقد حققت أهدافها.
وكانت أبرز التساؤلات: هل تبقى القوات الروسية في سوريا؟ وما سيناريوهات اللقاء المُحتمل بين الرئيس الروسي فولاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد؟ وما مصير الصحفي الأمريكي المُختفي في سوريا منذ 12 عامًا؟ وهل سيكون الإفراج عنه بمثابة هدية يُقدمها بوتين لنظيره الأمريكي قبل لقائهما المرتقب؟
وكشف بوتين، أن روسيا لم تكن لديها قوات برية في سوريا، بل لديها قاعدتان جوية وبحرية، وأن موسكو ستفكر في الاحتفاظ بهما، وأنها الآن تقيم علاقات مع جميع الجماعات التي تسيطر على الوضع هناك، وأضاف “الغالبية العظمى منهم يقولون لنا إنهم سيكونون مهتمين ببقاء قواعدنا العسكرية في سوريا”.
وعن اللقاء المحتمل بين بوتين والأسد في موسكو، قال الرئيس الروسي، إنه لم يلتق الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، بعد وصوله إلى موسكو، مؤكدًا أنه سيلتقيه، وسيتحدث معه عن الصحفي الأمريكي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عامًا.
وقال رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن بوتين كان واضحًا عندما قال، إن روسيا حققت هدفها بشكل عام في سوريا.
وأضاف القليوبي في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أن بوتين غازل السلطة السورية الجديدة في سوريا، وحتى الدول الأوربية والولايات المتحدة أصبحت تسعى للتواصل معها، وخاصةً وأن استمرار الوجود الروسي في سوريا سوف يتعلق بالمصالح مع النظام المقبل في سوريا.
وتابع: “روسيا قد تبني علاقات براغماتية مع هيئة تحرير الشام وربما تستنسخ تجربة تطبيع العلاقات مع طالبان في أفغانستان والتي كانت العدو اللدود لروسيا منذ الاتحاد السوفيتي”.
وأوضح الأستاذ في مدرسة الاقتصاد العليا بموسكو، أن علاقات روسيا مع طالبان تشهد تطورًا كبيرًا وتستعد لشطبها من قوائم الإرهاب، ومن الممكن أن يتكرر السيناريو مع هيئة تحرير الشام.
وأضاف رامي القليوبي، أن قضية الصحفي الأمريكي المُختفي داخل الأراضي السورية قد تكون ورقة سياسية قد يستغلها الرئيس الروسي لتوطيد علاقاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصةً وأنه إن تم الإفراج عنه في أعقاب تنصيب ترامب سوف تسجل في سجل السياسة الداخلية لترامب وسوف تكون بمثابة موقف سوف يقدره ترامب للرئيس بوتين.