كشفت رئيسة مجلس قضاء الموصل بسمة بسيم أن أكثر من خمسمئة مدني قتلوا في القصف الجوي على أحد أحياء الشطر الغربي من مدينة الموصل قبل نحو أسبوع، في وقت قال مصدر في الدفاع المدني إن ثلاثة آلاف مدني قتلوا جراء عمليات القصف خلال أقل من شهرين.
وأضافت بسيم في تصريح لها من حي الموصل الجديدة الذي شهد المجزرة وبدا مهدما بالكامل جراء قصف الطائرات، أن ما حصل يكاد يكون أمرا مقصودا كونه لم يستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين لم يتجاوز عددهم ستة أشخاص قبل خروجهم من الحي.
وفي السياق ذاته، طالب كاظم الشمري رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة من التحالف الدولي والحكومة العراقية لكشف ملابسات المجزرة.
وقال الشمري في بيان صدر عن كتلته إن الهدف الأساسي الذي كان ينشده الجميع في معركة الموصل هو تقليل الخسائر بين المدنيين والقوات الأمنية.
وأكد الشمري أن تضارب الاتهامات يستوجب تشكيل لجنة تحقيق عالية المستوى.
من جانبه أعلن مصدر في دائرة الدفاع المدني بالموصل ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين منذ بدء الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامسة في الجانب الغربي من الموصل نهاية يناير/كانون الثاني الماضي إلى أكثر من 3000 قتيل.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية إن “العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش خلفت أكثر من ثلاثة آلاف ضحية من المدنيين في غضون أقل من شهرين حيث بدأت عملية تحرير المحورين الجنوبي والغربي من الموصل”.
وأضاف المصدر أن “مئات العوائل التي يقدر أعدادها بـ2070 مدنيا بينهم نساء وأطفال ومسنون، ما زالوا تحت الأنقاض في مناطق الموصل الجديدة والمشاهدة والعكيدات وباب الجديد والفاروق والمطاحن”.
وأوضح “أنه لم يتم انتشال هذا العدد من الجثث.. بسبب وجود قناصي التنظيم وعدم تمكن فرق الدفاع المدني وآليات بلدية الموصل من رفع الأنقاض”.
وتابع أن “معظم الأعداد المذكورة تعود لضحايا سقطوا أثناء عمليات قصف طائرات التحالف الدولي والعراقي والمدفعية الثقيلة للأحياء القديمة خلال الأيام الثلاثة الماضية”.
وبين أن “معلومات وصلت إلى الدفاع المدني الأسبوع الماضي أشارت إلى وجود نحو 80 جثة في منطقة النبي شيت ما زالت تحت الأنقاض ونحو 40 عائلة ما زالت في منطقة وادي حجر أيضا” وأن ذويهم وأقرباءهم يطالبون بمعرفة مصيرهم ودفن من مات منهم.
من جانبه، قال التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة مساء أمس إنه يقوم بـ”دراسة مستمرة” لدعاوى سقوط المدنيين جراء الغارات التي تنفذها طائراته في العراق وسوريا.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعمليات “العزيمة الصلبة”، ردا على سؤال لمراسل الأناضول حول الأنباء التي تتحدث عن سقوط مدنيين في غارة جوية للتحالف الدولي على الموصل، إن التحالف قام “بفتح تقييم لمصداقية الخسائر في أرواح المدنيين بخصوص هذه الدعاوى، ونحن نقوم الآن بتحليل دعاوى متباينة، وكل الغارات التي وقعت ضمن هذه المنطقة”.
وأشار إلى أن عملية التحقيق هذه “تتطلب بعض الوقت”.
وأكد البيان أن القوات الدولية تدرس “عدة ادعاءات تتحدث عن شن التحالف غارة في المنطقة بين 17 و23 مارس/آذار” الجاري، دون مزيد من التفاصيل.
وكان أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية العراقي طالب حكومة بلاده بإصدار أوامر بوقف قصف المناطق الآهلة بالسكان.
وقال النجيفي إن الأوضاع في الجانب الغربي للموصل قد تفاقمت بعد استهداف مناطق مدنية بالقصف الجوي والمدفعي دون التثبت من وضعها، وهو ما ألحق خسائر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء.
وتابع النجيفي أن شدة القتال ضد تنظيم الدولة “لا يعفي المسؤولين والقادة من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لتزايد عدد الضحايا من المدنيين الأبرياء الذين أجبروا على البقاء في مناطقهم”.
المصدر : الجزيرة + وكالات