السبت 19 ذو القعدة 1446 ﻫ - 17 مايو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مجموعة السبع تحث الهند وباكستان على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس

حثت مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية أمس الجمعة الهند وباكستان على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ودعت البلدين إلى الانخراط في حوار مباشر وسط تصاعد الأعمال القتالية بين الجارتين النوويتين، بينما قالت الحكومة الأمريكية إنها عرضت المساعدة لبدء “محادثات بناءة”.

ودقت القوى العالمية ناقوس الخطر إزاء التصعيد الأحدث في النزاع الهندي الباكستاني الذي يمتد لعقود. وتندلع اشتباكات يومية بين الجارتين المسلحتين نوويا منذ يوم الأربعاء الماضي عندما شنت الهند هجمات على باكستان بضربات جوية وصواريخ. وقتل العشرات في الاشتباكات.

ومن بين دول مجموعة السبع، تجري الولايات المتحدة محادثات منتظمة مع كل من الهند وباكستان على مدى الأيام القليلة الماضية، وتحثهما على التهدئة.

وبعد مكالمة هاتفية أمس الجمعة بين وزير الخارجية ماركو روبيو وقائد الجيش الباكستاني عاصم منير، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو عرض تقديم الولايات المتحدة المساعدة “في بدء محادثات بناءة لتجنب أي صراعات مستقبلية”.

ويجري روبيو مكالمات منتظمة مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار منذ نهاية أبريل نيسان.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إن التوتر المتصاعد أمر مؤسف. وذكر نائبه جيه.دي فانس أن الحرب بين البلدين “ليست من شأننا”.

وفي السنوات القليلة الماضية، اعتبرت الدول الغربية الهند شريكا مهما كقوة موازنة للنفوذ الصيني المتزايد. وتعد باكستان حليفا للولايات المتحدة، رغم تراجع أهميتها منذ انسحاب واشنطن من أفغانستان المجاورة عام 2021.

وندد وزراء خارجية كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي في بيان بالهجوم على السياح في الشطر الهندي من كشمير في 22 أبريل نيسان الذي أسفر عن سقوط 26 قتيلا. واتهمت الهند جارتها باكستان بالضلوع في الهجوم وهو ما نفته إسلام اباد ودعت لتحقيق محايد.

وجاء في بيان مجموعة السبع “ندعو إلى خفض التصعيد الفوري ونشجع البلدين على الانخراط في حوار مباشر من أجل التوصل إلى نتيجة سلمية”.

وتطالب كل من الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان بالسيادة الكاملة على إقليم كشمير الواقع في جبال الهيمالايا وتسكنه أغلبية مسلمة، لكن كل دولة تسيطر على شطر منه. وشهد الإقليم حروبا وتمردا ومواجهات دبلوماسية على مدى عقود.

وقالت باكستان الأسبوع الماضي إن البلدين أجريا اتصالات على مستوى مجلسي الأمن القومي لكل منهما.

في حين، أعلن الجيش الباكستاني اليوم، أن البلاد في حالة حرب مع الهند، بينما تواصلت لليوم الثالث الاشتباكات عبر الحدود حول منطقة كشمير المتنازع عليها بين البلدين.

وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شودري إن باكستان لن تتجه إلى نزع فتيل التصعيد مع الهند، مضيفا أن بلاده ستظل في حالة حرب ما دامت سيادتها وشعبها يتعرضان لتهديد.

وتابع أنه يتعين الرد على ما وصفه بالاعتداء الهندي على باكستان، قائلا إن الهنود “سيتلقون ردا في اللحظة التي نختارها”.

وأوضح المتحدث العسكري أن التواصل الذي تم أول أمس الأربعاء بين مستشاري الأمن القومي في باكستان والهند تم عبر دولة ثالثة.

وكان وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف قال في وقت سابق اليوم إن التواصل كان بهدف نزع فتيل الأزمة الحالية بين البلدين، مضيفا أن المستشارَيْن لم يتمكنا من إحراز تقدم.

وأكد آصف أن كل ما قامت به باكستان حتى الآن يأتي ضمن حقها في الدفاع عن النفس وصد الهجمات الهندية، مشيرا إلى أن إسلام آباد لم تنتقم لنفسها بعد.

من جهته، اتهم المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، الهند باستخدام اتفاقية المياه بين البلدين كسلاح، وقال إن انسحاب الهند من طرف واحد غير قانوني، وإن المعاهدة تظل ملزمة لكل الأطراف، واصفا الهند بأنها عامل مزعزع لاستقرار المنطقة وتسعى لفرض هيمنتها.

وكانت الهند شنت فجر الأربعاء الماضي قصفا استهدف عدة مواقع في الجزء الباكستاني من كشمير بذريعة الرد على هجوم وقع في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية وأسفر عن مقتل 26 شخصا.

وردّت باكستان بقصف مواقع في القسم الهندي من كشمير، لتندلع أعنف مواجهة بين البلدين من نحو 3 عقود.

اشتباكات متواصلة

وفي أحدث التطورات الميدانية، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أن 10 انفجارات وقعت مساء اليوم قرب مطار سريناغار في الجزء الخاضع للهند من كشمير.

وقبيل ذلك، أفادت الوكالة بسماع دوي 4 انفجارات في مدينة أمريتسار الهندية مقابل مدينة لاهور الباكستانية.

وفي وقت مبكر اليوم، دوت لليوم الثاني على التوالي انفجارات في مدينة جامو بالقسم الهندي من كشمير، مما أدى لانقطاع الكهرباء عن المدينة.

وتبادل البلدان الاتهامات بشن هجمات باستخدام الطائرات المسيرة والمدفعية من مساء الخميس وحتى صباح الجمعة.

وقال مسؤول في إدارة الدفاع المدني بالشطر الباكستاني من إقليم كشمير إن 17 مدنيا قتلوا وجرح 51 نتيجة استهداف المدفعية الهندية لقرى حدودية محاذية لخط الهدنة.

وفي الجانب الآخر، قالت نيودلهي إن القوات الباكستانية استهدفت مساء الخميس مواقع مدنية وعسكرية، مشيرة إلى أن القصف أسفر عن خسائر بين العسكريين.

من جهته، قال سلاح الجو الهندي إن باكستان استخدمت طائرات مسيرة تركية لمهاجمة 36 موقعا في غرب الهند وشمالها الغربي وفي كشمير وأبعد من ذلك في الولايات المتاخمة لباكستان وصولا إلى حافة بحر العرب.

وفي المجمل، تفيد تقديرات بمقتل نحو 48 شخصا وإصابة عشرات جراء الاشتباكات على جانبي الحدود.

وكانت باكستان أعلنت في بداية المواجهات أنها أسقطت 5 مقاتلات هندية بعضها من طراز “رافال” الفرنسية.

ويستمر منع التحليق في المجال الجوي الباكستاني، فضلا عن إغلاق كافة الهيئات التعليمية حتى الأسبوع المقبل.

وفي الجانب الآخر، أغلقت السلطات الهندية مرافق مدنية بينها مطار مدينة أمريتسار التي تضم المعبد الذهبي للطائفة السيخية.

كما أُغلقت المدارس ومراكز التدريب في منطقة بيكانير بولاية راجستان الصحراوية الهندية، وقال سكان المناطق القريبة من الحدود الباكستانية إن السلطات طلبت منهم الانتقال إلى أماكن أبعد.

وتسبب القصف المتبادل على جانبي الحدود في تدمير منازل، ودفع آلاف السكان إلى النزوح.

    المصدر :
  • الجزيرة
  • رويترز