قال مسؤول إيراني كبير لرويترز اليوم الخميس إن إيران ستبعث برسالة إلى ثلاث قوى أوروبية عن طريق رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بشأن جديتها في حل الخلاف النووي مع الغرب.
وأضاف المسؤول أن الرسالة ستؤكد أن أي ضغط على إيران سيأتي بنتائج عكسية.
هذا وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بعد اجتماع مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي في طهران إن إيران مستعدة لحل النزاعات مع الوكالة بشأن مجموعة من القضايا المتعلقة ببرنامجها النووي، لكنها لن تفعل ذلك تحت الضغط.
وذكر دبلوماسيون لرويترز أمس الأربعاء أن القوى الأوروبية (الترويكا الأوروبية) تسعى إلى استصدار قرار جديد ضد إيران من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل للضغط على طهران بشأن ما تعتبره ضعف تعاونها.
والترويكا الأوروبية هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا.
أجريت المحادثات بينما من المقرر أن يتولى دونالد ترامب منصبه مرة أخرى كرئيس للولايات المتحدة في يناير كانون الثاني. وخلال فترة ولايته السابقة، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية بهدف كبح جماح برنامجيها النووي والصاروخي. ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيواصل سياسة ممارسة “أقصى درجات الضغط” على إيران عندما يتولى منصبه.
وكتب عراقجي على موقع إكس بعد محادثاته مع غروسي “الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي/الترويكا الأوروبية. نحن على استعداد للتفاوض على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتنازل، لكننا غير مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب”.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن عراقجي قوله أيضا “أتمنى أن يتبنى الجانب الآخر سياسة عقلانية”.
وتوترت العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب عدة قضايا قديمة تشمل قيام الجمهورية الإسلامية بمنع خبراء تخصيب اليورانيوم التابعين للوكالة من دخول البلاد وعدم تفسيرها لوجود آثار يورانيوم عثُر عليها في مواقع سرية.
وقالت الوكالة في أغسطس\آب إن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب مستمر وأنها لم تحسن التعاون معها رغم القرار الذي أصدره مجلس محافظي الوكالة في يونيو حزيران.
وقال غروسي، الذي يسعى منذ أشهر إلى تحقيق تقدم مع طهران بشأن نشاطها النووي سريع التقدم “عمليات التفتيش ليست إلا فصلا واحدا من تعاوننا ولا يمكن مناقشتها”.
ودفع انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على إيران إلى أن تنتهك طهران القيود المفروضة على برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يعتبره الغرب محاولة من إيران للتغطية على تطوير قدرتها على تصنيع أسلحة نووية.
وتخصب طهران اليورانيوم حاليا بدرجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من نسبة 90 بالمئة المطلوبة لتصنيع قنبلة ذرية. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة.
وقال رئيس الوكالة النووية الإيرانية محمد إسلامي إن اجتماعه مع جروسي كان “بناء”، لكنه حذر من أن طهران سترد فورا على أي قرار يصدره اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها الأسبوع المقبل، ولم يخض في تفاصيل.
وذكر مسؤول إيراني كبير لرويترز أمس الأربعاء أن رد فعل طهران على أي قرار ضدها قد يكون الحد من التعاون الدبلوماسي والفني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحث غروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع إسلامي بثه التلفزيون إيران على اتخاذ خطوات لحل ما تبقى من قضايا.
وقال “يمكننا هنا اتخاذ خطوات ملموسة من شأنها أن تظهر بوضوح للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أننا قادرون على تفسير الأمور والمضي قدما بحلول ملموسة”.
ومن المتوقع أن يلتقي غروسي، الذي وصل إلى طهران أمس الأربعاء، مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لأول مرة منذ توليه المنصب في أغسطس آب.
وقال بزشكيان، الذي يُنظر إليه على أنه معتدل نسبيا، يوم الثلاثاء إن إيران لن تستطيع تجاهل عدوها اللدود الولايات المتحدة وعليها أن “تتعامل مع أعدائها بصبر”.