قال وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل إن بلاده وتركيا مطالبتان بإعادة تطبيع علاقاتهما بشكل تدريجي، في حين انتقد نظيره التركي مولود جاويش أوغلو ما وصفها بضغوط ألمانية “ممنهجة” على الجالية التركية، وسط توتر متصاعد بين البلدين منذ أكثر من أسبوع.
لكن الوزير الألماني أكد أن على الطرفين عدم تجاوز بعض الخطوط الحمر، “والمقارنة بألمانيا النازية هي إحداها”، في إشارة إلى تشبيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سياسات برلين بشأن منع تجمعات انتخابية تركية في مدن ألمانية بالحقبة النازية.
في المقابل، انتقد وزير خارجية تركيا سياسة برلين بشدة، واتهمها بممارسة ضغوط ممنهجة على المواطنين الأتراك، محملا ألمانيا مسؤولية التوتر بين البلدين.
وردا على تصريحات زيغمار بشأن الصداقة، قال أغلو في حديث منفصل إنه “يعود لألمانيا حاليا أن تقرر إن كانت تركيا صديقة أم لا”.
لكنه أعلن على هامش معرض السياحة في برلين أن “صديقه” غابرييل سيزور تركيا “في أقرب وقت”.
ومن شرفة مقر إقامة القنصل التركي في هامبورغ، جدد أوغلو أمام نحو مئتي شخص تصريحاته التي يتهم فيها ألمانيا بمحاولة التدخل في الشؤون التركية.
وكان الوزير التركي وصل أمس الثلاثاء إلى ألمانيا رغم التوتر المتصاعد بين البلدين، وقال أمس في خطاب له أمام حشد من الألمان في مدينة هامبورغ الألمانية إن على برلين أن لا تعطي دروسا لأنقرة في الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتصاعد التوتر بين تركيا وألمانيا منذ الأسبوع الماضي بعد أن منعت السلطات الألمانية تصاريح أربعة تجمعات حاشدة لمساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجراء تعديلات دستورية قبل استفتاء 16 أبريل/نيسان المقبل في تركيا، وهو ما جعل وزير العدل التركي بكر بوزداغ يلغي زيارته لألمانيا ويدفع بأنقرة لاستدعاء السفير الألماني لاستيضاح الأمر.
وبينما تبدي أنقرة استياءها من انتقادات ألمانية خلال الفترة الأخيرة بشأن احترام حرية التعبير وحقوق المعارضة، تتهم تركيا ألمانيا بإيواء “إرهابيين”، في إشارة إلى أتباع حزب العمال الكردستاني المصنف “إرهابيا” في أنقرة وبروكسل وواشنطن، أو إلى مؤيدي محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي.
اتهامات بالتجسس
ورغم المساعي للتهدئة وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، قالت الحكومة الألمانية اليوم إن تركيا صعدت من عمليات التجسس داخل ألمانيا.
وذكرت وكالة المخابرات الداخلية “بي أف في” أن الانقسامات في تركيا قبل الاستفتاء التركي كان لها انعكاس في ألمانيا، دون أن تتحدث عن مزيد من التفاصيل.
وأكد رئيس الوكالة هانز جورج ماسين قلقه إزاء “التوترات القائمة بين الأتراك من جناح اليمين في ألمانيا ومؤيدي حزب العمال الكردستاني”.