السبت 6 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 7 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مسيرة حاشدة في جورجيا دعمًا للاتحاد الأوروبي قبل الانتخابات

احتشد عشرات آلاف المتظاهرين المؤيدين لأوروبا الأحد في تبليسي، قبل أسبوع من انتخابات برلمانية يُنظر إليها على أنها اختبار حاسم للديموقراطية وبمثابة “استفتاء” لتحديد توجهات البلاد بين أوروبا وروسيا.

وستشهد انتخابات السبت مواجهة بين تحالف غير مسبوق لقوى المعارضة الموالية للغرب وحزب “الحلم الجورجي” الحاكم الذي تتّهمه بروكسل بأنه ذو نزعة استبدادية ويعمل على إخراج تبليسي المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي عن مسارها هذا.

واحتشد المتظاهرون في شوارع في وسط العاصمة الجورجية وحمل بعضهم أعلام بلادهم والاتحاد الأوروبي، في حين رفع آخرون لافتات كتب عليها “جورجيا تختار الاتحاد الأوروبي”، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وسارت الحشود نحو ساحة الحرية في وسط العاصمة.

ودعت منظمات غير حكومية عدة إلى المسيرة بهدف “إظهار التصميم على مواصلة الطريق نحو الانضمام” إلى الاتحاد الأوروبي.

وترجّح استطلاعات للرأي حصول أحزاب المعارضة على ما يكفي من الأصوات في انتخابات السبت لتشكيل حكومة ائتلافية بدلا من حزب “الحلم الجورجي” الحاكم الذي يديره الملياردير النافذ بيدزينا إيفانيشفيلي.

ويبلغ إيفانيشفيلي 68 عاما، ويُعتبر زعيم الظل في جورجيا اذ يتولى مقاليد السلطة سرا منذ عشر سنوات تقريبا، من دون أن يشغل أي منصب حكومي.

وتراقب بروكسل الانتخابات ونتائجها عن كثب في حين يخشى الزعماء الأوروبيون أن تبتعد جورجيا عن طموحها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويكرّس الدستور الجورجي طلب العضوية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وهو توجّه يؤيده نحو 80 بالمئة من الجورجيين وفقا لاستطلاعات رأي عدّة أجرتها جهات بينها المعهد الديموقراطي الوطني والمعهد الجمهوري الدولي.

وتنتهج الرئيسة الجورجية الموالية للغرب سالومي زورابيشفيلي سياسة مخالفة لتلك التي تتّبعها الحكومة لكن صلاحياتها محدودة جدا.

ووصفت زورابيشفيلي المشهد في بداية أكتوبر خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس قائلة “لدينا شبه استفتاء حول الاختيار بين أوروبا أو العودة إلى ماض روسي غامض”.

من جهته، ينتقد الأوليغارشي ورئيس الوزراء السابق بيدزينا إيفانيشفيلي بانتظام الغرب داعيا أنصاره إلى التصويت لصالح حزب “الحلم الجورجي”، “للاختيار بين العبودية والحرية، والخضوع للقوى الأجنبية والسيادة، والحرب والسلام”.

وأكدت الحكومة أنها ستحظر أحزاب المعارضة المؤيدة للغرب في حال حصل “الحلم الجورجي” على غالبية كافية لتمرير هذا التدبير.

عدم رضا الشباب
وتعد انتخابات 26 أكتوبر أحد أهم الاستحقاقات في جورجيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وفقا لمراقبين. وتأتي بعد تظاهرات مناهضة للحكومة دعا إليها الشباب خصوصا.

في مايو الماضي أدى إقرار “قانون التأثير الأجنبي” المثير للجدل باعتباره مستوحى من قانون روسي لإسكات المعارضة، احتجاجات حاشدة في الشوارع على مدى أسابيع.

وعليه، جمدت بروكسل ملف انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفرضت واشنطن عقوبات على عشرات المسؤولين الجورجيين بتهمة ممارسة “قمع عنيف” في حق المتظاهرين.

وردت تبليسي مهددة بـ “إعادة النظر” بعلاقاتها الدبلوماسية مع واشنطن.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن ممارسات الحلم الجورجي “تشير إلى نزعة نحو الاستبداد”.

ووصف بوريل الانتخابات المقبلة بأنها “اختبار حاسم للديموقراطية في جورجيا ومسارها نحو الاتحاد الأوروبي”.

وتشترك روسيا الفاعلة تاريخيا في منطقة القوقاز، مع جورجيا بحدود تبلغ مساحتها نحو ألف كيلومتر. وجمع إيفانيشفيلي ثروته في روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي قبل أن يعود إلى جورجيا في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. واتهم الكرملين الدول الغربية الثلاثاء بالتدخل “المكشوف” في الانتخابات المقبلة.

وحذّر محلّلون من خطر حدوث اضطرابات إذا حاول حزب “الحلم الجورجي” التمسك بالسلطة في حال خسر الانتخابات، بينما تحدث آخرون عن إمكان حدوث تزوير.

    المصدر :
  • الحرة