السبت 6 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 7 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مفاوضات كوب29.. صعوبة جمع تريليون دولار سنويًا لمكافحة تغير المناخ

قال خبراء اقتصاديون في محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب29) المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان إن الدول النامية ستحتاج إلى تريليون دولار على الأقل سنويا بحلول نهاية العقد للتكيف مع تغير المناخ في وقت قد تطغى فيه النزاعات الدبلوماسية على الجهود المبكرة للتوصل إلى اتفاق تمويلي.

ويشكل التمويل محورا أساسيا للمحادثات في كوب29 ومن المرجح أن يتوقف الحكم على نجاح القمة على مدى قدرة الدول على الاتفاق على هدف جديد للتمويل الذي يتعين على الدول الأكثر ثراء ومقدمي قروض التنمية والقطاع الخاص تقديمه كل عام للدول النامية في تمويل التحول إلى طاقة خضراء والحماية من تطرف المناخ.

ومن المرجح أن يكون التوصل إلى اتفاق صعبا بخاصة في القمة التي خيّم عليها التوتر بسبب الخلافات العامة والتشاؤم حول التغيرات في السياسة العالمية.

وألقى فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بظلال من الشك على دور الولايات المتحدة في محادثات المناخ، وطفت على السطح التوترات بين الدول المتقدمة والنامية لتظهر في المنصات الرئيسية وفي غرف المفاوضات.

وقال يالتشين رافييف كبير المفاوضين في كوب29 في مؤتمر صحفي “يتعين على الأطراف أن تتذكر أن الساعة تدق… يتعين عليهم استغلال هذا الوقت الثمين للتحدث سويا ومباشرة والتوصل لحلول تجسر الفجوات”.

وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مايو أيار إن الهدف المحدد سابقا بتقديم 100 مليار دولار سنويا والذي ينتهي سريانه في عام 2025 تحقق في عام 2022 متأخرا بعامين، على الرغم من أن معظم هذا المبلغ كان في شكل قروض وليس منح، وتقول الدول المتلقية إن هذا يتعين تغييره.

وفي بداية اليوم الخميس هيأ تقرير صادر عن مجموعة الخبراء المستقلة رفيعة المستوى المعنية بتمويل الأنشطة المناخية الأجواء قائلا إن المبلغ السنوي المستهدف يتعين زيادته إلى 1.3 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2035 أو ربما أكثر إذا تقاعست البلدان الآن.

وقال التقرير “أي عجز في الاستثمار قبل عام 2030 سيضع ضغوطا إضافية على الأعوام التالية، مما يجعل الطريق نحو الاستقرار المناخي أصعب وأكثر تكلفة”.

ويعمل مفاوضون في الكواليس على صياغة مسودات لاتفاق القمة، ولكن حتى الآن لا تعكس الوثائق الأولية التي نشرتها هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة سوى مجموعة ضخمة من وجهات النظر المختلفة المطروحة على الطاولة.

وقال بعض المفاوضين إن الطول المفرط للنص الأحدث عن التمويل جعل العمل عليه صعبا وإنهم ينتظرون نسخة مخففة قبل أن تبدأ محادثات لصياغة اتفاق.

ومن المرجح أن يكون أي اتفاق صعبا نظرا لامتناع حكومات غربية كثيرةملتزمةبالمشاركة منذ إبرام اتفاق باريس في عام 2015 عن تقديم مزيد ما لم توافق دول أخرى مثل الصين على الانضمام إليها.

ويرجح أن يؤدي الانسحاب الأمريكي من أي اتفاق تمويل في المستقبل إلى زيادة الضغوط على الوفود للعثور على سبل أخرى للحصول على التمويل اللازم.

ومن بين الوفود ممثلون لبنوك التنمية متعددة الأطراف في العالم، مثل البنك الدولي، وهي مؤسسات تمولها البلدان الأغنى وتخضع حاليا لعملية إصلاح حتى تستطيع تقديم قروض أكبر.

وقالت عشر من أكبر المؤسسات إنها تخطط لزيادة تمويلها للمناخ بنحو 60 بالمئة ليصل إلى 120 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030، يضاف إليها 65 مليار دولار على الأقل من القطاع الخاص.

وقال رئيس اتحاد بنوك أذربيجان، ذاكر نورييف، اليوم الخميس إن البنوك البالغ عددها 22 في البلاد ستلتزم بنحو 1.2 مليار دولار لتمويل مشروعات تساعد أذربيجان على التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.

* انقسام أكثر من الوحدة

حتى الآن، اتسم المؤتمر الذي قرر كثيرون من زعماء العالم التغاضي عنه تماما بالانقسام أكثر من الوحدة.

وألغت وزيرة انتقال الطاقة الفرنسية، والمعنية بشؤون المناخ، أنييس بانييه-روناشيه، أمس الأربعاء رحلتها إلى كوب29 بعد أن اتهم الرئيس الأذربيجاني الهام علييف فرنسا بارتكاب “جرائم” في أقاليمها الخارجية في منطقة الكاريبي.

ولطالما شاب التوتر العلاقات بين فرنسا وأذربيجان بسبب دعم باريس لأرمينيا، منافس أذربيجان. واتهمت باريس باكو العام الجاري بالتدخل والتحريض على اضطرابات عنيفة في مجموعة جزر كاليدونيا الجديدة التابعة لفرنسا.

وقال مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا في تدوينة على منصة إكس “بغض النظر عن أي خلافات ثنائية، يجب أن يكون مؤتمر الأطراف مكانا تشعر فيه جميع الأطراف بالحرية في الحضور والتفاوض في العمل المناخي”.

وجاء ذلك بعد الكلمة الافتتاحية التي ألقاها علييف في المؤتمر واتهم فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بالنفاق لأنها تنصح الدول فيما يتعلق بتغير المناخ لكنها ما زالت من أبرز مستهلكي ومنتجي الوقود الأحفوري.

وفي الوقت نفسه، سحبت حكومة الأرجنتين اليوم الخميس مفاوضيها من محادثات كوب29.

وكان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي قد وصف في وقت سابق ارتفاع حرارة الكوكب بأنه وهم. ومن المقرر أن يجتمع في الأيام القليلة المقبلة مع ترامب الذي ينكر أيضا تغير المناخ.

وحين سُئلت عما إذا كانت الأرجنتين ستنسحب من اتفاق باريس، قالت آنا لاماس، وكيلة وزارة البيئة الأرجنتينية التي رأست وفد البلاد في كوب29 “نحن ننسحب فقط من كوب29”.

ووصفت رئاسة كوب29 هذا بأنه مسألة بين الأرجنتين والأمم المتحدة.

    المصدر :
  • رويترز