قال مشرعون روس كبار، إن قرار الولايات المتحدة السماح لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أميركية بعيدة المدى، من شأنه أن يصعّد الصراع في أوكرانيا، وقد يتسبب في حرب عالمية ثالثة.
وفي وقت سابق، من يوم أمس الأحد، قال مسؤولون أميركيون، إن الرئيس جو بايدن سمح لأوكرانيا بضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ أميركية بعيدة المدى، ورجحوا أن تستخدم الصواريخ الأميركية بعيدة المدى في البداية ضد القوات الروسية والكورية الشمالية للدفاع عن القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا.
ورداّ على هذه التقارير، قال أندريه كليشاس، العضو البارز في مجلس الاتحاد، الغرفة العليا للبرلمان الروسي، على تطبيق تليجرام: “يمضي الغرب في مستوى من التصعيد قد ينتهي بتدمير الدولة الأوكرانية بالكامل بحلول الصباح”.
بدوره حذّر فلاديمير جباروف، النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس، من أن رد موسكو “سيكون فورياً”.
ونقلت وكالة “تاس” للأنباء عن جباروف قوله: “هذه خطوة كبيرة جداً نحو بداية الحرب العالمية الثالثة”.
وقال ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إن منح الولايات المتحدة كييف الموافقة على ضرب روسيا بصواريخ من طراز “أتاكمز”، سيثير “أقوى رد”.
ونقلت وكالة “تاس” عن سلوتسكي قوله: “الضربات بالصواريخ الأميركية في عمق المناطق الروسية ستؤدي حتماً إلى تصعيد خطير، مما ينذر بعواقب أكثر خطورة”.
مستشار لترمب: الأمر أشبه بشن حرب جديدة
وتأتي هذه الخطوة قبل شهرين من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، وبعد طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مدى أشهر، السماح لجيش بلاده باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب أهداف عسكرية روسية بعيدة عن الحدود.
وانتقد ريتشارد جرينيل، أحد أقرب مستشاري ترمب في مجال السياسة الخارجية، هذا القرار.
وقال جرينيل في منشور على منصة “إكس”، إنه “يصعّد الحروب قبل أن يترك منصبه”، في إشارة إلى بايدن.
وأضاف في منشور آخر، أنه “لم يتوقع أحد أن يصعّد جو بايدن الحرب في أوكرانيا خلال الفترة الانتقالية”، واصفاً الأمر بأنه “أشبه بشن حرب جديدة”.
واعتبر جرينيل، أن “كل شيء تغير الآن، كل الحسابات السابقة أصبحت لاغية، وكل ذلك من أجل حسابات سياسية”.
ومنذ فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، يقول مسؤولون كبار في إدارة بايدن، إنهم سيستغلون الوقت المتبقي في فترته الرئاسية لضمان قدرة أوكرانيا على القتال بفعالية خلال العام المقبل، أو التفاوض على السلام مع روسيا من “موقع قوة”.
تحذيرات بوتين
وأعرب بعض المسؤولين الأميركيين، عن مخاوفهم من أن يؤدي استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ عبر الحدود إلى دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الرد بقوة ضد الولايات المتحدة وحلفائها، إلا أن هناك مسؤولين آخرين قالوا إنهم يعتقدون أن هذه المخاوف “مُبالَغ فيها”، بحسب “نيويورك تايمز”.
ولكن في أيلول/ سبتمبر الماضي، قال الرئيس الروسي، إن الغرب سيكون في مواجهة مباشرة مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع، وهي الخطوة التي قال إنها ستغير طبيعة الصراع ونطاقه.
وأضاف أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ ما سماها “قرارات مناسبة”، بناء على التهديدات الجديدة.
وتتقدم روسيا بأسرع وتيرة لها منذ 2022، على الرغم من تكبدها خسائر.
وفقدت القوات الأوكرانية بعض الأراضي التي استولت عليها خلال توغلها في كورسك في آب/ أغسطس الماضي، وهو التوغل الذي قال زيلينسكي، إنه قد يكون ورقة مساومة.
الهجوم الأوكراني خلال الأيام المقبلة
وتردد إن أوكرانيا “تعتزم شن أول هجوم بعيد المدى في الأيام المقبلة، دون الكشف عن تفاصيل هذا الهجوم بسبب مخاوف أمنية”.
ورجّح مصدر مطلع أن تستخدم أوكرانيا في هجومها الأول صواريخ “أتاكمز”، التي يصل مداها إلى 306 كيلومترات.
كما قال مسؤول أميركي ومصدر مطلع، إن هذا التغيير يأتي رداً على نشر موسكو قوات برية من كوريا الشمالية لمساندة القوات الروسية، وهو التطور الذي أثار قلق واشنطن وكييف.
وفي تعليقه على هذه التقارير، قال زيلينسكي في بيان عبر الفيديو: “هناك الكثير من الحديث في وسائل الإعلام حول حصولنا على إذن للقيام بأعمال معينة، لكن الضربات لا تنفّذ بالكلام، مثل هذه الأشياء لا يُعلن عنها، الصواريخ ستتحدث عن نفسها”.
وتعتقد الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي إلى شرق روسيا، وأن معظمهم انتقلوا إلى منطقة كورسك وبدأوا المشاركة في العمليات القتالية. وقالت أوكرانيا إنها اشتبكت مع بعض القوات الكورية الشمالية المتمركزة في كورسك.