طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المحكمة العليا في إسرائيل أمس الخميس 28\3\2024 تمديد المهلة المتاحة للحكومة، والتي تنتهي في 31 مارس/آذار الجاري، لوضع خطة جديدة للتجنيد الإلزامي من شأنها معالجة الغضب السائد إزاء الإعفاءات الممنوحة لليهود المتدينين (الحريديم).
وصار الجدل القائم منذ عقود مسألة حساسة بشكل خاص في الوقت الذي تواصل فيه القوات الإسرائيلية، التي تتكون في معظمها من مجندين شباب ومدنيين يتم تعبئتهم في قوات الاحتياط، حربا عدوانية منذ 6 أشهر تقريبا في غزة لمحاولة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ولم ترد المحكمة العليا بعد على طلب نتنياهو، لكنها قضت بشكل منفصل بتعليق الدعم الحكومي لليهود المتدينين في سن التجنيد الذين يدرسون في المعاهد الدينية بدلا من أداء الخدمة العسكرية اعتبارا من أول أبريل/نيسان المقبل.
وندد الحزبان المتشددان في الائتلاف القومي الديني الذي يتزعمه نتنياهو، وهما حزب “يهودية التوراة المتحدة” و”شاس” بقرار تعليق الدعم، وتعهدا بالنضال من أجل ما اعتبروه “حق” ناخبيهم في البقاء في المعاهد الدينية، لكنهم لم يصلوا إلى حد التهديد بالانسحاب من الحكومة.
وفي تكثيف للضغوط، كتبت المدعية العامة غالي باهراف ميارا في مذكرة قدمتها إلى المحكمة أنها لا ترى أي أساس قانوني لتأجيل فرض التجنيد الإلزامي لليهود المتدينين لأكثر من ذلك.
ويتمتع اليهود المتدينون، وهم الأقلية الدينية الأسرع نموا في إسرائيل، بإعفاء من التجنيد الإلزامي بهدف توجيه أبناء الأقلية إلى المعاهد الدينية. لكن المحكمة العليا ألغت هذا الإعفاء في عام 2018 لتحقيق مبدأ المساواة، وفشل البرلمان في التوصل إلى ترتيب جديد.
ومن بين من يفضلون مراجعة الإعفاء وزير الدفاع يوآف غالانت وأعضاء آخرون في حكومة نتنياهو معنيون بإدارة الحرب. ويتوقع هؤلاء أن تستمر الحرب في غزة على مدى أشهر، وهو أمر من شأنه أن يرهق القوى البشرية ويذكي مطالب شعبية باستدعاءات على أسس العدل والمساواة.
لكن الأحزاب اليهودية المتشددة في الائتلاف الحاكم، والتي طالما بحث نتنياهو المحافظ عن دعمها، تريد الإبقاء على الإعفاءات باعتبارها وسيلة للحفاظ على نمط الحياة الديني لناخبيها.
وفي رسالة إلى المحكمة العليا نشرها مكتب نتنياهو، قال رئيس الوزراء إنه “أحرز تقدما ملحوظا بشأن مسودة الخطة” لكنه طلب تمديدا لمدة 30 يوما “من أجل صياغة اتفاقات”، قائلا إن الحرب ضد حماس سيطرت على اهتمام الحكومة وهي الآن في مرحلة حاسمة.
ويشكل اليهود المتدينون 13% من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ومن المتوقع أن تصل النسبة إلى 19% بحلول عام 2035، بسبب ارتفاع معدلات المواليد لديهم.
ويقول خبراء اقتصاد إسرائيليون إن الإعفاء يبقي البعض من دون داع في المعاهد الدينية بعيدا عن القوى العاملة، مما يؤدي إلى تزايد أعباء الضمان الاجتماعي على دافعي الضرائب من الطبقة المتوسطة.