المنشآت النووية الإيرانية في دائرة الاستهداف الإسرائيلي. مخاوف طهران تزداد من تعرض برنامجها النووي لضربة عسكرية تشنها تل أبيب، وذلك بعد أن أوضح مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو يسعى للحصول على دعم ترامب لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران، بما في ذلك احتمالية العمل العسكري ضد برنامجها النووي.
ففي تطور مثير يعكس التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، بما في ذلك خيار الضربة العسكرية.
غرفة الأخبار على قناة سكاي نيوز عربية، ناقشت هذا التصعيد، الذي تزامن مع تصاعد المخاوف الإيرانية من توجيه إسرائيل ضربات ضد منشآتها النووية.
في تصريحاته التي نقلها موقع أكسيوس، أكد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بعد لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه لا يشعر بالقلق من إمكانية حصول إيران على سلاح نووي أكثر من الآن، مشيراً إلى أنه من مصلحة الولايات المتحدة أن تتأكد من عدم تمكن إيران من امتلاك السلاح النووي.
وتعتبر هذه التصريحات دعماً ضمنياً للخطوات الإسرائيلية ضد إيران، والتي تشمل توجيه ضربات عسكرية لمرافقها النووية.
في هذا السياق، تم طرح التساؤل عن احتمال أن يكون هذا التصريح بمثابة “ضوء أخضر” أميركي لإسرائيل للقيام بضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وفي إجابته، أوضح مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية مارك كيميت، أن الولايات المتحدة لم تمنح بعد موافقة رسمية على هذا التحرك، مشيراً إلى أن تصريحات غراهام قد تكون مجرد رسائل سياسية تمهد الأرضية لقرار قادم.
وأضاف أن إسرائيل قد لا تحتاج إلى موافقة رسمية من واشنطن للمضي قدماً في هذا الخيار، خاصة في ظل مواقفها الصارمة تجاه إيران.
من جهة أخرى، علق مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية مصدق بور، على المخاوف الإيرانية من هذا التصعيد، قائلاً إن إيران قد لا تخشى هذا التهديد، بل إنها جاهزة للرد على أي هجوم محتمل.
وأوضح أن إيران قد تقوم باستهداف المفاعل النووي الإسرائيلي “ديمونة” في حال تعرضت لهجوم من قبل إسرائيل. كما أكد أن طهران قد تتخذ خطوات تصعيدية، مثل الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع الإقليمي والدولي.
أشار كيميت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى استغلال هذه المرحلة الانتقالية في واشنطن، حيث لا يزال الرئيس جو بايدن في السلطة حتى تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وأضاف أن نتنياهو قد يرى هذه الفرصة سانحة للحصول على دعم أميركي واسع لضرب إيران، خصوصاً في ضوء الضغوط الداخلية في إسرائيل، خاصة مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية.
في تحليله للوضع الإيراني، أشار مصدق بور إلى أن طهران قد تكون مستعدة لتحدي أي ضغوط أميركية أو إسرائيلية، خاصة بعد فرض العقوبات القصوى على إيران في فترة ولاية ترامب الأولى.
وقال بور إن إيران تمكنت من التكيف مع هذه العقوبات عبر شراكات اقتصادية مع دول مثل الصين وروسيا، مما يجعل العقوبات أقل فاعلية مما كانت عليه في السابق.
وأضاف أن إيران قد تواصل تعزيز برنامجها النووي، حيث تجاوزت حالياً مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما يقترب من المستوى المطلوب لصنع قنبلة نووية.
وعن الخيارات التي قد تتخذها الولايات المتحدة في حال تنفيذ إسرائيل لضربة عسكرية ضد إيران، أشار كيميت إلى أن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة لدعم إسرائيل في هذه الحالة، رغم التحفظات من بعض الحلفاء.
وأضاف أن الولايات المتحدة قد تفضل الضغط بالعقوبات على إيران بدلاً من التصعيد العسكري، ولكن في حال استمرار تصاعد التهديدات الإيرانية، قد يصبح الخيار العسكري أكثر احتمالاً.
وتجدر الإشارة إلى أن التصعيد الأخير في المواقف الأميركية والإسرائيلية تجاه إيران يضع المنطقة على حافة الخطر.
وبينما يرى البعض أن إيران قد تكون مستعدة للرد على أي هجوم، يظل السؤال قائماً حول ما إذا كانت هذه التوترات ستؤدي إلى مواجهة عسكرية مفتوحة أم ستبقى الأمور ضمن إطار الضغط السياسي والاقتصادي.