الجمعة 16 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

إلى ميشال عون الجندي في ولاية الفقيه

إن معظم العمليات الإجرامية لحزب الله منذ 2006 وحتى اليوم مرت في لبنان بغطاء من الرئيس الحالي للبنان «ميشال عون»، الذي كان يوماً من المتشددين بالعداء لحزب الله، وتحول فيما بعد حليفاً مؤمناً بولاية الفقيه أكثر من إيمانه بآلام المسيح عليه السلام.

ولم يتبق أمام عون إلا أن يعلن بيعته للولي الفقيه في إيران ليحصل على مكاسب مالية من هنا وسياسية من هناك، فخسر هذا الجنرال السابق في الجيش اللبناني ثقة المجتمع الدولي به وحتى أنه لم يحصل على دعوة لحضور القمة الأبرز وهي القمة العربية الإسلامية الأميركية في الرياض بحضور الرئيس دونالد ترمب، واستطعنا من الاتصالات مع مصادر مقربة من الإدارة الأميركية الحالية أن نسمع عن امتعاض إدارة ترمب من وصول عون إلى بعبدا، واعتبرت هذه الخطوة غير جيدة ولا تليق بحجم تضحيات فريق الرابع عشر من آذار السيادي،

والذي كان لمشروعه صدى وصل إلى أميركا، وكان من الممكن أن يجد في عهد ترمب دعماً غير محدود على كافة المستويات السياسية والعسكرية، التي تؤدي في النهاية إلى تحرير لبنان وتخليصه من سطوة السلاح الإيراني وميليشيا حزب الله الإرهابية.

ترى مصادرنا أنه على الرئيس ميشال عون الذي ذهب إلى القمة العربية في الأردن ليعطي المواعظ والحكم ويتحدث كالأبطال القوميين أصحاب القلوب الرقيقة والباحثة عن الأمن والسلام، عليه أن يعرف أن الدروس تعطى من قبل هؤلاء الذين يطبقونها أصلاً، وأنتم يا فخامة الرئيس شاركتم بغطائكم ودعمكم لحزب الله بقتل وتهجير مئات آلاف السوريين واليمنيين والبحرينيين، وفرص نجاحكم اليوم أصبحت أضعف، وربما عليك أن تتعلم قليلاً من تجربة صديقكم وحليفكم رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، الذي تحول خطابه 180 درجة قبل زيارة الولايات المتحدة الأميركية وبعدها، كن على ثقة فخامة الرئيس أنه لن يتم استقبالكم في البيت الأبيض قبل أن تغيروا موقفكم المؤيد لتنظيم إرهابي يهدد الأمن والسلام العالميين، ويخدم مشروعاً تخريبياً في منطقة الشرق الأوسط بدعم إيراني واضح بالمال والسلاح.

فخامة الرئيس عون، عندما تحدثت يوماً بأحد خطاباتك وقلت للبنانيين أن يبحثوا عن ولاية الفقيه ليعرفوا حقيقتها وعدم الانجرار خلف الإشاعات، وكنت يومها تدافع عن هذا المشروع، أسألك اليوم أن تبحث أنت عن الإجابة لأنك كما يبدو كنت جاهلاً بها، وفي مقطع مصور لحسن نصرالله بالصوت والصورة يقول الأخير «ولاية الفقيه أن نأتي ونقول، قيادتنا وإدارتنا وولاية أمرنا وقرار حربنا وسلمنا وكذا، هو بيد الولي الفقيه».

إذا كان هذا هو التعريف الحرفي لولاية الفقيه عزيزي الجنرال عون فهل أنت مستمر بدعم هذا المشروع؟ أم أنك أصبحت بالأساس جزءا منه وأعلنت للخامنئي عن تقليدك له ولياً تطيعه دون أي اعتراض، وتغطي ميليشياته وقتلها للمدنيين في سورية والبحرين واليمن والعراق دون أن تتخطى الحدود معترضاً عليها؟

فخامة الرئيس، إن وصول عناصر من حزب الله الإرهابي إلى الحدود بيننا وبين إسرائيل هو خرق للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، ولم نسمع منك اعتراضاً ورفضاً لذلك؟

فكيف تكون الرئيس القوي وأنت لا تجرؤ حتى على رفض تحركات مشبوهة ومرفوضة من قبل حزب الله الإرهابي التي قد تعرض لبنان لحرب أشد من كل الحروب التي تعصف بالمنطقة، وعقوبات دولية قد تطال المؤسسات الرسمية اللبنانية وتزيد من حدة الأزمة الاقتصادية؟

جنرال عون، إما أن تكون رئيسا دستوريا قويا وإما أن تتنحى عن السلطة لمن يجرؤ على الحفاظ على سيادة واستقلال وقوة جيش ومؤسسات لبنان العربي، واليوم عليك الاختيار بين الخليج العربي وأميركا وأوروبا وبين إيران وحزب الله والأسد..

وتذكر أنه في يوم من الأيام لم يكن مسموحاً لك حتى الحصول على فيزا لدخول أميركا، وعندما زارها فريقك لم تقبل الخارجية الأميركية لقاءهم داخل مبناها، فهل تريد تكرار التجربة والتحول إلى رئيس يشبه إيميل لحود؟ عليك اليوم أن تختار بين ولاية الفقيه في شقها الإرهابي الرجعي والمتخلف وبين السيادة والاستقلال برعاية عربية ودولية، وبين حزب السلاح والقتل وبين الجيش الوطني اللبناني.

فخامة المندوب السامي لحزب الله في قصر بعبدا، قبل أيام رفضت البيان الختامي لقمة الرياض بحضور الرئيس ترمب، ولكننا لم نسمع رفضك لتهديدات حزب الله الإرهابي لمملكة البحرين وتدخلاته السافرة في اليمن وسورية، فكيف تعتبر نفسك رئيساً لكل اللبنانيين وأنت تقف خائفاً أمام حزب الله لا تجرؤ على الاعتراض على إرهابه وتهديداته المستمرة منذ سنوات لأشقائنا العرب.

أريد أن أعيد بك الذاكرة إلى تلك الأيام التي كنت تحذرنا فيها من حزب الله وولاية الفقيه، هذا الحزب الذي وصفته بالإرهابي وطالبت الكونغرس بفرض العقوبات الدولية ضده وضد حليفه السوري يومها، فهل اشترى هذا الحزب بمال إيران مقامكم الرفيع ليحولك من قائد معارض إلى حجر في الزاوية يحركه ولي إرهابي في إيران محولاً إياك جنديا آخر في ولاية الفقيه ومندوباً سامياً له في لبنان؟

عليك اليوم أن تختار جنرال عون بين أن تكون رئيسا لبنانيا عربيا أو أن تكون جنديا في ولاية الفقيه لصاحبها الخامنئي!

جيري ماهر