الخميس 9 شوال 1445 ﻫ - 18 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الشمال السوري: هجمات برية وقصف متواصل

تتبع مليشيات النظام تكتيكات عسكرية جديدة في الهجوم على مواقع المعارضة المسلحة في أرياف ادلب واللاذقية وحماة، ويسهم في نجاح التكتيكات المفترضة للمليشيات بقاء المعارضة في موقع الدفاع، ما أتاح لها شن هجمات متفرقة بالتناوب، وهي عمليات عسكرية غير كاملة لكنها تستنزف المعارضة، وتحقق للمليشيات الأهداف ذاتها وعلى المدى الطويل.

هجمات متفرقة
هاجمت مليشيات النظام الروسية والإيرانية من “الفيلق الخامس” و”الفرقة 11″ و”القوات الخاصة” و”الفرقة الرابعة” و”سرايا العرين”، مواقع المعارضة في كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي، وأشغلت المليشيات ثلاثة محاور وعرة ودفعت بتعزيزات إضافية من عناصر “فصائل المصالحات”، واشتركت في الهجوم كتائب مدرعة تتبع للفرق العسكرية بهدف خرق دفاعات المعارضة وتحقيق تقدم على حساب المعارضة في جبهاتها التي بدت متماسكة طيلة الأشهر القليلة الماضية. نفذت المليشيات أربع هجمات متتالية وكان آخرها، ليل الجمعة/السبت، جميعها فشلت.

مهدت الطائرات الحربية والمروحية لهجوم المليشيات في جبهات كبانة، ولكن القصف الجوي لم يقدم الدعم الناري في المستوى المطلوب منه بسبب عائق الطقس الغائم والماطر الذي ساد في أجواء الساحل والمرتفعات، واعتمدت المليشيات على النيران البرية بشكل أكبر لكنها لم تفلح في إحراز أي تقدم وخسرت أكثر من 15 عنصراً في محاور قتالها الثلاثة، وتمكنت المعارضة من تدمير دبابتين ومركبات عسكرية روسية سريعة الحركة في المناطق الوعرة، وهي مركبات استخدمتها المليشيات في هجومها الأخير لأول مرة.

هجوم المليشيات في كبانة والمرتفعات يأتي بعد أيام قليلة من نجاحها في هجماتها البرية جنوب شرق ادلب في الزاوية الجنوبية الشرقية من ريف معرة النعمان، والتي تمكنت خلالها من السيطرة على ست قرى ومواقع في المنطقة الممتدة من تل دم شمالاً وحتى أم الخلاخيل وأرض الزرزور جنوباً، وشهدت المنطقة ذاتها انتقال المليشيات من موقع الهجوم المتواصل الى الدفاع وتثبيت المواقع مع الإبقاء على مستوى مرتفع من التصعيد الناري الذي شمل كامل ريف المعرة الشرقي وامتد إلى مناطق شرقي سراقب شمالاً.

الانتقال السريع في عمليات المليشيات مكنها من إحكام سيطرتها عل المواقع المتقدمة وبناء تحصينات وامتصاص هجمات المعارضة المعاكسة.

مصدر عسكري معارض في “جيش النخبة” التابع ل”الجبهة الوطنية للتحرير”، أكد ل”المدن”، أن المليشيات باتت تتبع تكتيكات عسكرية ذات أثر ميداني على المدى البعيد بخلاف الهجمات والعمليات العسكرية الكاملة والواسعة التي يظهر أثرها بشكل أسرع لكنها تكون مكلفة ومحرجة في الوقت  نفسه للقوات المهاجمة. وبحسب المصدر، بعد إحرازها تقدماً في جبهات جنوب شرق ادلب نقلت المليشيات نشاطها الهجومي إلى جبهات الساحل، وربما يتم الانتقال إلى جبهات جديدة شرقي سراقب وريف حلب الجنوبي خلال الفترة القادمة.

واضاف المصدر، أنه جرى التحضير لهجوم المليشيات في كبانة قبل 24 ساعة، واستهدفت المليشيات، جواً وبراً، كبانة والمرتفعات وريف جسر الشغور بعشرات الصواريخ الفراغية والبراميل المتفجرة واستهدفت بصواريخ أرض ارض متوسطة المدى الخطوط الخلفية للمعارضة.

المعارضة في الدفاع
ساهم بقاء المعارضة المسلحة في موقع الدفاع في نجاح التكتيكات الجديدة للمليشيات التي بدت مرتاحة في الانتقال بين جبهة وأخرى، وبدت غير خاشية من هجمات معاكسة ذات أثر كما حصل في جبهات جنوب شرقي ادلب في أم الخلاخيل وأرض الزرزور والجدعان وغيرها، وقد يشجع هذا الوضع الميداني المليشيات على مواصلة هجماتها وفق التكتيك المفترض، وقد تشغل بالفعل جبهات جديدة شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق، في جبهات شرقي سراقب وإلى الشمال وصولاً إلى خان طومان جنوب غربي حلب، وهذه المناطق شهدت تحركات كثيفة للمليشيات خلال الأيام الماضية، وتشهد أجواؤها تحليقاً مستمراً لطيران الاستطلاع.