الخميس 1 ذو القعدة 1445 ﻫ - 9 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

شوارع فارغة .. أول مدينة "عربية" يحاصرها كورونا

شوارع شبه فارغة ومحلات تجارية مغلقة والتزام المواطنين بيوتهم، هكذا بدت مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بعد خمسة أيام من إعلان السلطة الفلسطينية أول إصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

صدم الفلسطينيون عندما أعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة عن وجود سبع حالات يوم الخميس الماضي، وأظهرت نتائج الفحص المخبري أنهم يحملون الفيروس الذي أربك العالم أجمع، قبل أن تخيم حالة من الصدمة على سكان المدينة المحاصرة أصلا بالجدار العنصري والمستوطنات الإسرائيلية.

تقول جهات رسمية إن وفدا من اليونان كان في زيارة سياحية إلى بيت لحم قبل اكتشاف إصابتهم بالفيروس بعد مغادرتهم، لتعاود السلطات الفلسطينية التي أبلغت بذلك، فحص من خالطهم وتظهر النتائج بحملهم الفيروس.

ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فالمصابون الفلسطينيون قبل حجرهم في الفندق الذي كانوا يعملون فيه بمنطقة بيت جالا غرب بيت لحم، كانوا قد خالطوا عشرات الآخرين من مجتمعهم.

أربكت هذه المعلومات الجهات الرسمية الفلسطينية وأعلنت حالة الطوارئ في فلسطين عامة لمدة شهر، تبعتها إجراءات وزارية وإغلاق أمني لبيت لحم دخولا وخروجا.

وفي اليوم التالي، فوجئ من يحمل في هويته أنه يسكن بيت لحم بمنعه إسرائيليا من الدخول إلى مدينة القدس أو الأرض المحتلة عام 48 وأغلبهم من العمال الفلسطينيين، الذين يقتات أغلبهم من عمله اليومي.

إغلاق محكم
شدد الأمن الفلسطيني في اليوم الثالث من عزل المدينة، ما أثر أيضا على كل من يعمل خارجها، وأبرزهم سائقو المركبات العمومية داخل المدينة وناقلو ركابها إلى المحافظات الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية.

ولكن هذا لم ينسحب على الموظفين الحكوميين فرئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية محمد اشتية قال إن أي تعطيل لدوام الموظفين سيكون مدفوع الأجر.

ما زالت الجهات الفلسطينية تأخذ إجراءاتها تباعا في الوزارات والمديريات حسب حالة المحافظة والوضع العام الذي قد يتغير في أية لحظة إما بزيادة عدة الإصابات واتساع الرقعة الجغرافية للمصابين، أو حصرهم في بيت لحم فقط.

ويخشى المواطن منذر مما ستحمله الساعات والأيام المقبلة، قابلناه وحيدا في الشارع الموصل إلى كنيسة المهد وسط المدينة، وكان يرتدي كمامة طبية وقفازات على يديه، يقول إن الفلسطينيين مصدومون مما يحصل، وكيف انقلبت حياتهم فجأة في الحبس المنزلي.

أما مهند فيمسح أمام كرسي الحلاقة في محله المفتوح وحيدا تقريبا في طريق المهد، الأقرب إلى الكنيسة، سألنا هو ما الجديد، وماذا سيحدث، لكنه لا يملك الإجابة عن ذلك.

أكثر من 2500 شخص بالحجر المنزلي
وصلنا إلى ساحة كنيسة المهد التي بدت خالية من السياح تماما، وحتى من الفلسطينيين كذلك، مغلق بابها الصغير، ومسجد عمر بن الخطاب الذي يقابلها التزاما بقرار السلطات المحلية.

نشر إبراهيم ملحم المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية -وهو المخول الوحيد بالحديث للإعلام حول الفيروس- إحصائية قال فيها باليوم الخامس إن هناك 26 حالة مسجلة رسميا مصابة بالفيروس ببيت لحم وإصابة في طولكرم شمال الضفة، وإن هناك أكثر من 2500 حالة ضمن الحجر المنزلي في بيت لحم وأكثر من مئة في محافظات فلسطينية أخرى، مشيرا لفحوصات أجريت لأكثر من تسعمئة حالة وفحوصات يومية مستمرة.

وأوصت الحكومة بتخصيص مكان حجر واحد لكل محافظة فلسطينية بالضفة الغربية. كما عطلت المدارس والجامعات، والدوائر الحكومية وحتى الخاصة، وأعلنت عن الإغلاق الكامل للمساجد والكنائس وإخراج جميع السياح من فنادق بيت لحم التي يبلغ عددها قرابة خمسين فندقا تضم أكثر من خمسة آلاف غرفة.

تبدو حالة القلق والإرباك جلية ليس في بيت لحم فقط وإنما في سائر أرجاء فلسطين، فالحياة الاجتماعية هنا تعني الاحتكاك الدائم بين المواطنين ومبادلات الزيارات العائلية الكبيرة كالأفراح والأتراح.

وما زال أغلب المصابين في فندق الإنجل ببيت جالا غرب بيت لحم بحالة جيدة، ولم نستطع الوصول إليهم بعد قرار الأمن الفلسطيني منع الدخول للشارع المؤدي إلى الفندق.

وتحدث مصابون مع وسائل إعلام محلية وأكدوا أن صحتهم ما زالت جيدة، وأنهم يتلقون خدمات ممتازة، وسط حالة من تضامن المواطنين معهم وتزويدهم بالغذاء وما يلزمهم من حاجيات.