الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ضُربَت بعنف.. شهادات جديدة حول مقتل "مهسا" الذي أشعل تظاهرات إيران

بعد مرور نحو 6 أشهر على مقتلها، ظهرت روايات جديدة لشهود عيان كانوا مع الشابة مهسا أميني في مركز الاعتقال.

فقد كشفت نساء ممن كانوا مع الشابة العشرينية في الباص، حين اعتقلت من قبل شرطة الأخلاق، وفي مركز التحقيق أيضًا، كيف تعرضت للضرب المبرح، بحسب ما كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية.

ضربت بعنف في الباص

وأوضحن أن مهسا البالغة من العمر 22 عامًا، اعتقلت من قبل الشرطة الدينية في 13 أيلول/ سبتمبر أثناء خروجها من محطة مترو “الشهيد حقاني” في طهران مع شقيقها المراهق واثنين من أبناء عمومتها، على الرغم من أنها كانت ترتدي معطفًا طويلًا، مع وشاح أسود يغطي شعرها.

كما كشفن أن الفتاة راحت تناشد دورية الشرطة إطلاق سراحها، مؤكدة أنها من خارج المدينة وأتت لزيارة بعض الأقارب. للسماح لها بالرحيل.

إلا أنّ ضابطات من شرطة الآداب أخبرنها أنها ستؤخذ إلى دورة تعليمية سريعة تستغرق ساعة، حول الحجاب وكيفية ارتدائه ، لكنها لم تصدقهن.

فراحت تصرخ وتتوسل من قلب الشاحنة من أجل إطلاقها، قائلة “نحن من خارج العاصمة.. لا نعرف شيئًا هنا.. وأخي أصغر مني ولا يعرف هذه المدينة أيضًا”.

تمثيلية بوليوودية

ثم نهضت، فأمسكت بها إحدى الضابطات ممن كان في الشاحنة وبدأت بضربها على رأسها، بحسب ما أكدت شاهدة عيان تدعى سارة. وأردفت قائلة “لم أعرف بماذا ضربتها”، ثم أضافت أنه بعد انتهاء الضرب، جلست أميني ووضعت رأسها بين يديها لبضع دقائق.

لكن عند وصولهن إلى مركز شرطة الأخلاق، وبعد أقل من ساعة، انهارت أميني فتعالت صيحات المعتقلات، مطالبن بإسعافها.

إلا أنّ إحدى عناصر الشرطة سخرت منهن، قائلة “هذه التمثيلية البوليوودية لا تمشي هنا.. رأينا الكثير منها”.

وبعد تأخير قارب الساعة، ومهسا ملقاة أرضًا، اتصلت الشرطة بالإسعاف، لنقل الفتاة إلى المستشفى في حالة حرجة، بينما كان أهلها خارج المركز يسألون عنها مطالبين بمعرفة مصيرها، لاسيما بعدما سمعوا جلبة المعتقلات داخل مقر الشرطة، إلا أن أحداً لم يرد عليهم أو يعطيهم أي معلومات عنها.

تعاني من مشاكل صحية“!

يشار إلى أن الرواية الرسمية الإيرانية كانت زعمت أن الفتاة انهارت فجأة في مركز الاعتقال، ونشرت مقاطع مصورة تثبت ذلك، دون أن تشير طبعا إلى أنها تعرضت للضرب المبرح قبل ذلك.

كما زعمت السلطات أن مهسا كانت تعاني من مشاكل صحية قبيل اعتقالها.

إلا أنّ والدها، أمجد أميني، نفى سابقًا في مقابلة مع صحيفة “مستقل أونلاين” الناطقة بالفارسية، مرض ابنته، موضحًا أنها “خضعت لعملية جراحية في سن السابعة من عمرها ولم تكن عملية كبيرة على الإطلاق لتؤدي إلى وفاتها بعد 16 عامًا”، كما اتهم حينها الشرطة بضربها.

وكانت وفاة مهسا قد أطلقت في سبتمبر الماضي تظاهرات عارمة في مختلف المحافظات الإيرانية، امتدت لأشهر، وشكلت لأول مرة تحديًا كبيرًا للسلطات الدينيّة والنظام الحاكم في البلاد منذ عقود، لا سيما مع مشاركة ملايين الشبان والشابات، مطالبين بمزيد من الحريات في البلاد، ووقف حملات القمع.